قصيدة "أصارع الوقت".. قصائد شعرية

أصارع الوقت حتى يمضي

وأبحثُ عن آثار حبٍّ كان ضدي

أيا صديق قلبي ما لك تمضي

بفرح تطرحه نفسي فيصير كمدي؟

أليس لديك ما تقوله يا قلبي

فلماذا إذن تركتني وحدي؟

ولم تصمد حتى أرى الكوابيس وحدي؟

فقد ذقتُ المآسي مرارًا حتى بتُ وحدي

أصارعُ آلمي وحدي؛ لأن الجميع ضدِّي

سأقاومُ كمدي لعلي أستعيد مجدي

وأصعدُ كالنور من بين الظلمة بجهدي

فلا أخشى انهيارك يا قلبي وقت جدي

فلا تبارح مكانك وكن على وعدي

فإني سأحميك ولو جعلت الجميع ضدي

فهاتوا الماء كي أنبت وردي

فلستُ أبالي بنفسٍ كان طيفها ضدِّي

فعندي أغلى حلم كان لدي

فلا تحرمني يا ربي من مجدي

فكلما همس طيفك بأذني شعرتُ بصدي

وبات الطير... طيرك أنت منشدي

فسلامٌ على شعور قد هرب مشردي

وصار نجمه في ظلمات الأسى مرشدي

فقد كان بودي أن أحمل همَّك عندي

لكن قلبي صار ضدَّك وضد نفسي فإني وحدي

بقيتُ من بعدك يا نفسي فهل تصون أنت وعدي

وتجعلني صفراء اللون بعد أن تحمل بردك طردي؟

بقيتُ في شتاء أجوف وبرد أعنف فلم أجد منفذي

فأترجاك يا ربي أن تكون أنت المنقذ لي ومنفذي

فإني أخاف لوعة حزن تجمعت بكبدي

فلم تترك لي قسطًا كافيًا من الراحة لأعبر وحدي

فيا لهذا الألم إني فيه قد بلغتُ فعلًا حدي

فمن يسمع رجائي ويساعدني على كمدي؟

فلم أرد البقاء بعد الآن وحدي

فليتك تبقى يا صحبي كي تؤنسني فإني وحدي

من أقاوم انكساري لأنتصر وسأقاوم ألمي لوحدي

فليت الطيور التي أنشدت حلمي لا تقوم بصدي

كي أعزف لحن الهديل قد سئمت المكوث لوحدي

فلك يا حبي خالص جهدي فأنقذني من جحدي

كي أسيطر على تيار ألزمني السير وحدي

فلستُ أخشى منك ظلامًا إن كنت وحدي

وطبعًا لن أخشى حتى ولو كان الجميع ضدِّي

فعلى عكس التيار قد تعوَّدت أن أبقى لوحدي

فرجاءً كن مخلصي من بردٍ سكن واستعمر جسدي

فمعذرةً حزني لن أصارع الجميع كي أبقى بالأخير وحدي