كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

تعليم اللغة العربية بين الواقع والمتغيرات العالمية. 🌷

تعليم اللغة العربية بين الواقع والمتغيرات العالمية. 🌷

اللغة العربية... الهوية والمعايشة. 

لا شك أننا في واقعنا العربي نرى بأعيننا الهجمة الشرسة والطوفان الكاسح من عوامل التغريب، ومحاولات اجتثاث جذورها من عقول وقلوب أبنائها، من خلال الفصل التام بين، ما يتم تدريسه وما يلزم الطفل تعلمه لمواجهة الواقع المعيش، فالمحتوى الذي يتم تقديمه للطالب لا يحقق-في مجمله-إشباعا لاحتياجاته الفعلية، ومع دخول الإنترنت والانشغال بالموضوعات الشائعة انشغل الأطفال بالسعي خلف وسائل التواصل بكافة صورها المسموعة والمرئية، وهذه الوسائل بعيدة كل البعد عن اتباع اللغة العربية، ناهيك عن الكلمات العامية المبتذلة... 

التعليم الدولي وأزمة اللغة العربية. 

ونأتي هنا إلى محور خطير يتعلق بأزمة تعلم اللغة والتهديد الذي يحيط بمتعليمها على مستوى الوطن العربي من أدناه إلى أقصاه!!! 

كنتيجة لعدة عوامل وتغييرات مجتمعية غزا التعليم الدولي مجتمعاتنا، وأثبح ينظر إليه على أساس كونه واجهة اجتماعية، وبابا ينفذ من خلاله الشباب إلى مجالات متميزة من مواقع التوظيف المرموقة، وعلى الرغم من اعترافنا بقيمة الانفتاح على مكتسبات الغرب وإنجازاته، إلا أننا في الوقت ذاته لا يحق لنا ولايليق بنا أن نهمل اللغة العربية ونجعل تعلمها في مرتبة أدنى من بقية اللغات، وهذا ليس تحيزا، أو مخالفة للتفكير المنهجي، بل على العكس تماما، إنه تفكير من يعرف قواعد البحث وأصول التطور العلمي، فنظرة فاحصة لأصول العلم التطبيقي من رياضيات وطبيعة وكيمياء وأحياء، تجد أسماء براقة ومؤلفات لا مثيل لها في التأسيس لهذه العلوم.. 

ابن سينا- ابن الهيثم- جابر بن حيان- الزهراوي-.... القائمة تطول.... 

قمم وقامات تزعمت تلك العلوم بمؤلفاتهم التي كانت ولا زالت أصولا لهذه العلوم التي تدرس في جامعات العالم كله، ولكن كنتيجة لحالة الاغتراب المجتمعي الذي عاناه مجتعنا العربي خلال سنوات مظلمة من احتلالات متعاقبة، رسخ المحتل لغته الأجنبية كلغة للتعليم والتوظيف في مجالات العمل المختلف، فأصبح التعليم الدولي لا يلقي بالا للاهتمام بتعلم اللغة العربية، بل واقتصر مجال تدريسها فقط على نصوص بالية، وقواعد نحوية جامدة لا تهم بغير الحفظ والترديد، وأهملت بشكل متعمد مهارات القراءة والكتابة، والنقد والتحليل والاستقصاء، فأصبح تعلم اللغة العربية وحصة اللغة العربية تمثل عبئا كبيرا، وهما ثقيلا على الطلاب وكذا أولياء أمورهم، وقد لوحظ في الأونة الأخيرة التوسع المفرط في إنشاء المارس الدولية من بريطانية وأمريكية وألمانية،  وغيرها كثير، وزاد الدعم الثقافي والإعلامي في تسليط الضوء على هذه النمادج من المدارس والتى استتبعها افتتاح جامعات خاصة تستقبل خريجي تلك المدارس، والذين أسقطوا اللغة العربية من اهتماماتهم، ولم تعد تمثل بالنسبة لغاليتهم شيئا ذا قيمة يؤثر على استمرارهم في السلم الأكاديمي، فنتج عن هذا الأمر جيل  منسلخ عن هويته القومية، والأخطر الهوية  الدينية، فاللغة العربية تتميز عن غيرها من اللغات خصيصة متفردة ألا وهي كونها لغة العبادة والمناسك الدينية، فتجد       - للأسف الشديد -  شبابا فتيانا وفتيات لا يحسنون قراءة الفاتحة!!!! 

المفتاح والنجاة. 

غني عن البيان ذكر  أ همية وضرورة الإسراع في الأخذ بأسباب النجاة وإلقاء طوق النجاة لهذه الأجيال والتي تليها من خلال تغيير لغة التواصل والفن وا لإعلام بكافة غشكابه لدعم اللغة العربية وبيان فضلها بشكل مؤثر، وبما يضمن تحقق الغاية المرجوة في أسرع وقت، ومحاولة تعديل وتوجيه المناهج العربية بما يسهم في تحقيق التوازن بين نوع  التعليم المعتمد في كافة مجتمعاتنا

كذلك هنام ضرورة ماسة لتعديل نظام وأساليب الالتحاق بالجامعات بما يؤكد على حصول الطالب على قدر مناسب جدا من علوم اللغة العربية وإجراء اختبارات جادة للقبول  بتلك الجامعات يكون من بينها اشتراط تمكن الطالب بشكل  تام من اللغة العربية كتابة وتحدثا وتفعيل المسابقات المباركة في مجالات الكتابة الإبداعية باللغة العربية وتوفير الحوافز المادية المجزية للمشاركين فيها، وختاما نأمل من كافة مؤسسات الدولة الحرص على إعادة اللغة العربية وتعلمها ومناهجها للمكانة اللائقة بها. 

 

63
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس