كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

"رزية الخميس" هل منع النبي من كتابة وصيته ؟

 

 واقعة حدثت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفها الكثير من الناس ، وصارت شبهة يتخذها كل واحد على هواه ، فأعداء الإسلام ي والملحدين يشككون في نبؤة محمد صلى الله عليه وسلم من الأساس ، وآخرون يتهمون بعض الصحابة بالخيانة والعصيان ، فما هي القصة التي يطلق عليها المؤرخون " رزية الخميس" كما وردت في فى حديث ابن عباس .

لماذا لم يكتب النبي رسالته الأخيرة ؟

كان من عادات الملوك والأمراء أن يكتبوا كتبا ورسائل موثقة قبل موتهم تكون نهجا و طريقا تسير عليه الأمم من بعدها، وقد كتب أغلب الملوك في الحضارات القديمة وخاصة تلك الحضارات التي كانت فى مهدها ثم نمت وازدهرت كتبا وهناك من كتب نقوشا ، ظلت شاهدا عليهم إلى الآن ، فهناك نقوش تجدها على المعابد الفرعونية، ورسائل وعهود بقيت من شتى الحضارات القديمة والأديان السماوية والغير سماوية ، إلا أن نبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه لم يكتب كتابا بيده ولا أملى على أحد أن يكتب له وثيقة أو كتابا، هل لم يكن يريد النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهل أراد ولم يمهله القدر لذلك ، ولكن الحقيقة أن النبي ﷺ كان قد أراد ذلك، ولكنه لم يكمل إذ أنه كان في آخر أيام حياته 

قبل الوفاة 

 لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة، وفي البيت رجال منهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده" فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو، والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوموا" فقال عبدالله بن عباس الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم، ولغطهم فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما له أَهَجَر أي نسي ؟ بعد أن رجعوا إليه مرة أخرى قالوا استفهموه؟ اي اسألوه فقال: "ذروني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، فأمرهم بثلاث:

  • أخرجوا المشركين من جزيرة العرب
  •  أخرجوا يهودَ أهل الحجاز ، وأهل نجران من جزيرة العرب
  • واعلموا أن أهل نجران من جزيرة العرب 
  •  واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وهكذا تكون وصية النبي دون أن بكتبها إلى جانب الوصايا العديدة التي نقلت عنه قبل وفاته صلى الله عليه وسلم.

هل رفض عمر بن الخطاب أن يكتب رسول الله هذا الكتاب 

إن بعض الشيعة والخوارج يتهمون عمر بن الخطاب بأنه رفض أن يكتب النبي كتابا بل ومنع الصحابة رضوان الله عليهم أن يسمعوا لكلام النبى، واتهموه بأنه ادعي على النبي الخرف وأنه لم يكن ليستطيع أن يكمل ، ولكن الحقيقة على عكس ذلك حيث أن الأنبياء معصومون من هذه الصفة ، وليس في الحديث المذكور حجة لأهل البدع، والأهواء على ما يدعونه على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه؛ بل هو من فضائله، وفقهه، وفهمه الثاقب لدين الله، ولو لم يوافق رأيه الصواب كما وقع له في عدة مواقف معروفة- لما تنازل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة مهما كان الأمر وبكامل إرادته 

والرأي بعدم الكتابة لم يكن رأي عمر فحسب، بل معه رجال من الصحابة، ولم يكن عمر ولا من وافقه من الصحابة يعصوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا لأنهم رأوا أن أمره صلى الله عليه وسلم في ذلك الحال لم يكن للوجوب، فحرصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرفق به، وأنه لم يكن الفاروق عمر متفردًا به، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يرى وجوب كتابة ما أراد كتابته؛ لما تركه لرأي أحد، ولكنه رجع إلى قول عمر، ومن وافقه من الصحابة

بماذا نصح النبي أمته ولماذا سمي اليوم برزية الخميس 

إن هذا الكتاب الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتبه في مرض موته، قد همّ أن يكتب مثله قبل ذلك في آخر حياته أيضًا، ولكنه تراجع عن الأمر، لانه سوف يكون مدعاة للفرقة والاختلاف من بعده ، ونحن نرى حكمة النبي في هذه الأيام، إذ حدثت فتن كثيرة على اقتناء بعض متعلقاته الشخصية، فما بالنا لو أنه كتب كتابا أو صية بيده وتركها ؟ لذلك سمى اليوم برزية حيث كان سبباً في اختلاف الصحابة قبل حتى أن يكتب النبي .

فعن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: في مرضه: ادعي لي أبا بكر، أباك، وأخاك، حتى أكتب كتابًا، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر. لقد هممت، أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد؛ أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون. ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به؛ فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا.

ومع حفظ القرآن في الصدور، وفي السطور، ظل كتاب الله المرجع الأساسي للأمة تكمله كلمات النبى الصحيحة التي جمعها علماء يخافون الله ويردون الأمانة عنالأمة 

 

 

 

269
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس