أفراح القبة" مراجعة "

" أفراح القبة ". مراجعة

الكل أَخطأ والمثالية لا تتجسد على الأرض ، خطائون -نحنُ بنو آدم - صفة لا يُمكِن استثنائها من بشر سوى نبينا الكريم ، أما للرواية فقد قدم أديبنا العالمى كل أشكال الخطيئة الأم العاهرة و الزوج القواد المدمن و مجموعة من المقامرين هناك ضحايا ..نعم منهم الضحايا بطريقة ما لكنهم استجابوا للظروف سريعاً استجابوا للضغوطات و التغيرات دون مقاومة تُذكر

و طريقته فى عرض احداث الرواية تُقص على لسان طارق رمضان و كرم يونس و زوجته حليمة الكبش و ابنهما عباس كرم يونس وكلاً منهم يحكى ذات الأحداث من منظوره يستدعى تركيز القارئ حتى يتمكن من استعادة الأحداث و ربط و جهات النظر التى يطرحها الأبطال ، و تحت قبة مسرحهم ..مسرح الحياة يؤدى كل الممثلين ادوارهم من خلال مسرحية كتبها "عباس " مسرحية تُجرد الحقيقة العارية فى الأصل وقد قَبَلها سرحان الهلالى مدير المسرح فلا شك فى نجاح مسرحية بتلك الحبكة فى المسرحية يقوم عباس بقتل تحية و الطفل و الزج بوالديه فى السجن و الانتحار فى النهاية .

إن شخصية عباس ربما تكون أكثر الضحايا شعوراً بالآلم لا أُنكر تعاطفى معه او ربما تعاطفى مع حُلمه، يعذبون كثيراً مَن يحلمون كثيراً يبنون قصوراً على الشاطئ لا تلبث ان تهدمها أمواج البحر ، مثالية عباس فى هذا المجتمع الفاسد هى من جعلت منه قاتلاً فى مسرحية كتبها بنفسه .

الرواية تستحق القراءة رحلة مع الفضيلة فى مجتمع الرذائل ثم ماذا تنتصر الفضيلة ؟! فى عالمِنا لا يمكننا الجزم بشئ التغير سنة هذا العالم و الفضيلة ثابتة لكن الحياة الأبدية تعِدونا نحن - ان كنا ممن يتشبثون بالفضيلة أو ممن يقعون حتى فى المحظورات - ان الفضيلة لها الكلِمة العليا - وربما الوحيدة -فى تلك الحياة الأبدية.