كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

رسائل خاصة لكسب الخبرة

رسائل خاصة لكسب الخبرة

اليوم فسخت خطبتها … بعد حرب طويلة لم يكن فيها احد خاسر سواها … جلست تبكي لساعات طويلة ثم تحركت بروح مذبوحه تجلس خلف مكتبها واخرجت دفتر يومياتها وكتبت

"ذات يوم اندفعت بكامل مشاعري نحو أحدهم، أفصحت أمامه عن كُل غُموض يَلف شَخصيتي، كَشفت لَه كُل أسراري، مخاوفي، عُيوبي، أحلامي وأوجاعي، سَمحت لَه بالاطلاع عَلى كُل تَفصيل صَغير في حَياتي … وكأنني كنت أنتظره حتى القي اليه بكل ما بداخلي حتى يحمله عني … وفي نهاية الأمر عَلمني أن أبقي دائمًا مَسافة بيني وبين الآخرين مَهما بَلغ عُمق العَلاقة بَيننا، جَعلني أدفع ثَمنا بَاهظا نتيجة اندفاعي بصدقٍ نَحو مَشاعري … وأكتشفت أن كل ما بداخلي لم يلقى الصدى الذي كنت احلم به … بل وأصبحت نقط ضعفي ما يضغط بها علي حتى أقبل بما لا يليق بي وبقلبي !!"

لذلك لا يوجد أفضل من قوانين محمود درويش للحياة:

أولًا: إذا إحترت بيني وبين شخص آخر فلا تختارني 

ثانيًا: الكأس لا يمتلىء من نقطة، والإنسان لا يغضب من كلمة، كل القصة تراكمات.

ثالثًا: الحياة تعلمك الحب … والتجارب تعلمك من تحب .. والمواقف تعلمك من يحبك.

ولكني سوف أضيف عليها … رابعًا: لا تثق بأحد فكلمة "أحبك" ليست ضمان على الصدق والوفاء .. ولا أحد يستحق الثقة الا نفسك"

قرأت ما كتبته عده مرات … ثم وضعت الدفتر داخل الدرج وفتحت الحاسوب حتى تقرأ رسائل ذلك الرجل المجهول الذي يرسل اليها منذ مدة يخبرها عن حبيبته التي خسرها ويشعر بالحزن من أجلها … هي لا تعرفه ولا ترد على رسائله … لكنها تقرأها باهتمام شديد 

لقد ارسل لها رسالة بالأمس ولم تقرأها بسيب ما كانت تستعد له اليوم …. وأرسل أليها رسالة الآن .. فتحت تطبيق الرسائل وبدأت في القرأة

" هل تعلمين انه ذات يوم سألني صديقي عنها فهو يراني بمفردي منذ مدة … وسابقًا كانت معي في كل يوم وفي كل مكان فقولت له بتشتت واضح 

هي في المنزل وترفض الخروج … 

لكن هل تعلمين وقتها ما الذي كان يخيفني حقًا … أنها لم تعد تهتم، لم تعد تطرح أسئلتها الغبية، لم يعد يهمها أمر غيابي، وإن اختفيت اليوم بأكمله لن تتطفل ولن تلعب دور المحقق معي .. ما يخيفني أنها أصبحت هادئة لأبعد حد، شاردة الذهن دائما، ونادرًا ما تبتسم، إختفى جنونها وصَخبها، وكل تصرفاتها الطفولية، لم تعد تلك الفتاة العنيدة، المتسلطة، والأنانية في حبها.. ما يخيفني أنها لم تعد تغار، ولم تعد تعاتب، أصبح بإمكاني فعل ما أريد والتحدث مع من أريد دون أن أخشى عتابها الطويل الذي كان لا ينتهي إلا بعد أن أخبرها أن لا علاقة لها بي وبما أفعله … ما كان يثير الرعب بي في ذلك الوقت أن أكون قد أغرقتها في بحر أنانيتي، أن أكون قد خسرتها الي الأبد…!"

انهت قرأة الرسالة الأولى وهي تبتسم بسخرية … ها هو رجل أخر يثبت لها نظريتها 

نظرت الي الشاشة أمامها وبدأت في قرأة الرسالة الثانية

" هل تعلمين انني كاذب كبير كنت دائمًا أدافع عن نفسي امام أصدقائي الذين يلومونني فيما أفعله معها وكنت أقول لهم 

أنها عنيدة، ومتسلطة، وأنانية في حبها، تريدني لها وحدها، وأنا شخص متفتح، لدي أصدقاء وصديقات ولا أقبل بمن يكون سببا في بعدي عنهم … لم أعد أتحمل إهتمامها بأصغر تفاصيلي …. لم أعد أتحمل أسئلتها التي لا تنتهي … كيف حالك؟ كيف كان يومك؟ ماذا تفعل؟ ما بك؟ لما نبرة صوتك متغيرة؟ ما الذي أزعجك؟ …. ليس لدي الوقت لأحكي لها عن كل يومي، وعن سبب الجرح الصغير في يدي…! 

هل تعلمين إنها كانت مجنونة، تضحك بأعلى صوتها، تقول كل ما يخطر في بالها دون أن تأبه لأحد … قد تبدو لك من بعيد أنها فتاة عاقلة، صارمة ولا يمكن لأحد الوصول لها … لكن في الحقيقة أنها طفلة وكل تصرفاتها وهي معي طفولية وغبية وتنير حياتي …. هل تعلمين الان لماذا خسرتها؟ ولماذا إفترقنا؟ …. لأنني لم أكن رجلًا …! لأنني لم أستحقها يومًا.. لم أقدر حجم النعمة الذي وهبني الله إياها في شخصها الحنون .. لم يعد أحدٍ يهتم بي الان .. لم أجد من يحبني كما كانت تفعل هي … خسرتها لأنني كنت طفل غبي .. لم أكن الرجل الذي تستحقه"

أغمضت عيونها تحاول مداره تلك الدمعة التي تلمع بداخلهم … لكن بعد عدة لحظات فتحتها حين سمعت صوت وصول رسالة جديدة منه لتنحدر الدموع دون توقف 

" هل تعلمين انني أستعد الآن حتى أذهب لحضور عرسها على رجل حقيقي أعاد الي وجهها الابتسامة الغائبة … أعاد اليها روح الطفلة الذي قتلتها بغروري … اليوم أذبح نفسي بيدي وأنا أراها ملك رجل اخر غيري تضحك له … تهتم به … وتخاف عليه … اليوم إنتهت حياتي … اليوم خسرت كل شيء حتى نفسي" 

ورسالة اخرى

"كنت أرسل إليك وانا لا اعرف من أنتِ … لكن كنت أحتاج لشخص اتحدث عنها معه … شخص لا يعرفها ولا يعرفني … حتى أستطيع ان أعطيها حقها ولو مع شخص واحد شخص يعرف قيمتها الحقيقة ويرى حقيقتي البشعه … أرجوا ان تتعلمي الدرس … أرجوا ان تنتبهي لمشاعرك وتعطيها لمن يستحق فقط … الوداع"

ظلت تبكي بقوه وحين أستعادة إدراكها بين إحساسها بالالم، والحسره، والخذلان … لاحظت انه قد حظر المحادثه … شعرت بالحزن .. كانت تود ان تطمئن عليه … ان تعلم ماذا حدث معه وكيف سيكون بعد ان يراها تزف لغيرة … أخذت نفس عميق وهي 

تغلق الحاسوب وأخرجت دفترها من جديد وفي صفحه جديدة كتبت 

"الغرور عدو الحب … والعطاء بدون مقابل ذنب كبير يقترفه الآنسان في حق نفسه … الحب هو شعور متبادل و يجب الاخذ ان يتساوى مع العطاء … الحب مجزره للمشاعر والأحاسيس… اذا كانت موجهه للشخص الخطأ ولكن حين يكون لمن يستحق يصبح النعيم على الأرض" 

 

#شخبطة_قلم 

#سارة_مجدي

110
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس