قد تتراكم الهموم على الإنسان، وتضغط عليه، فتحرمه متعة الاستمتاع بالحياة. ويغدو العالم قاتما مظلما ، فلا يرى غير آفاق منسدّة وسبل شائكة.
لو تأمل حوله لأدرك أنّ سبل المسرّة والسعادة لا حصر لها. فالله سبحانه كما خلق الداء خلق الدواء، وكما أوجد الجبل الصخريّ الوعر، أنعم علينا بالمنبسطات والمروج اليانعة. وما كانت الحياة يوما آلاما متواصلة ولا نعيما لا ينقطع. فلولا مرارتها أحيانا لما شعرنا بطيبها أحيانا أخرى،. وما كان الجمال لينجلي في أبهى صوره لولا وجود ضديده. لذلك علينا أن نتقبل الشدائد بقلب صبور ونفس رضيّة. فما بعد العسر سوى اليسر وما اشتدت إلا لتنفرج. فقط، لنقلّب النظر ولنبصر ما أنعم به الله علينا من مباهج الوجود. ولتتسع رؤيتنا لندرك النعم الخفية فيما يبدو لنا في الظاهر مجرد ابتلاء.
لذا، أنر بصيرتك بنور الحق. ولتوقن أنّ ما من شدة إلاّ ولها مخرج. ولتتّسع رؤيتك لتشهد الضياء وراء الغيوم. وليكن يقينك ثابتا أن الله واسع العطاء.