كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها

كتاب القدس

أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها

 

في عالم الطب، تعتبر أمراض القلب الخلقية للأطفال :التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها 

واحدة من أكثر التحديات التي تقابل الأطباء، وأسر الأطفال علي حد سواء، لما لها من تأثير على جودة حياة الطفل فهي ذات تأثير سلبي على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال وأسرهم. 

مما يؤدي إلى أحتياج الأطفال إلي فريق طبي متخصص وداعم، لمساعدة الطفل وعائلته علي تخطي تلك المرحلة من حياتهم بسلام. 

لذا في ذلك المقال (أمراض القلب الخلقية للأطفال :التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها) سنلقي الضوء على أبرز الأمراض الخلقية للقلب في الأطفال وطرق التشخيص، وكذلك العناية بالطفل في تلك المرحلة، والعلاج. 



نبدأ أولا بتعريف:-

عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة. 

 

المقصود بعيوب القلب الخلقية هي تلك التشوهات التي تحدث أثناء نمو القلب في الحياه الرحمية للجنين، فالقلب هو واحد من أهم أعضاء جسم الإنسان، حيث أنه هو المسئول عن ضخ الدم للجسم بالكامل. 

 

ويبدأ القلب بالنموفي أول أيام الحمل ولا يكون بالشكل المتعارف عليه، فهو يكون علي شكل هيكل عضلي بسيط قادر علي ضخ الدم في جسم الجنين، 

بشكل مبدئي وخلال مرور الوقت يزداد النمو ليتم تشكيل الأوعية الدموية ولكن بشكل بدائي يساعد في ضخ الدم وهذا ما يتم في الأسبوع الرابع من الحمل. 

 

وخلال مراحل النمو الجنيني بداخل الرحم، يبدأ الهيكل العضلي بالتشكل والتقسيم إلي أجزاء وهم الأربع غرف الموجودين بالقلب (الأذينين _البطينين) وكذلك تتكون الصمامات وذلك في الأسبوع الثامن من الحمل. 

وبعد ذلك تبدأ الشرايين والأوردة بالتطور وتستمر تلك العملية إلي أنتهاء الثلاث أشهر الأولى من الحمل. 

ولكن ذلك لا يعني أن القلب كامل النمو في تلك الفترة فهو يستمر بالتطور إلي مرحلة ما قبل الولادة. 

وهنا لابد من الأشارة أن التشوهات الخلقية في القلب تحدث في تلك المرحلة  المبكرة من النمو. 

 

والسبب الأساسي للتشوهات في هذه المرحلة يرجع إلي:-

 

  • وجود خلل في جينات الجنين. 

 

  • وجود أسباب وراثية لمرض القلب عند أحد الوالدين أو حتي أقرباء الدرجة الأولى. 

 

  • تناول الأم للأدوية بدون وصفة طبية في الثلاث الأشهر الأولى من الحمل. 

 

  • كبر سن الأم الحامل وعدم تناول مكملات حمض الفوليك. 

 

  • أرتفاع ضغط الدم لدي الأم. 

 

  • أصابة الأم بالذئبة الحمراء الجهازية. 

 

ومن الجدير بالذكر أن الأم تستطيع معرفة حالة قلب طفلها بعد مرور الأربع الأشهر الأولى من الحمل. 

 

أمراض القلب الخلقية للأطفال :التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها هوأمر له واقع الصدمة علي الأسرة في بداية الأمر ولكن بالمتابعة الجيدة المستمرة للحمل تستطيع الأم معرفة المشكلة مما يمكنها من أخذ قرار الولادة في مكان جيد مجهز قادر علي العناية الطبية للطفل بعد ولادته مباشرة. 

 

إذ أن معظم تشوهات القلب الخلقية لا علاج لها عن طريق طب الجنين مثلا ولكن يتم علاجها بعد الولادة مباشرة. 

 

أنواع التشوهات الخلقية عند الأطفال :-

 

هناك العديد من أنواع التشوهات القلبية نمائية المنشئ، 

وهي تختلف في شدتها ودرجة خطورتها، نذكر منها:

 

  • وجود تشوه في أحدى الغرف الموجودة في القلب(الأذينين_البطينين). 

والتشوه هنا يكون عبارة عن ثقوب تصيب الأذينين أو البطينين وهو ما يؤثر على تدفق الدم.

 

  • وجود مشاكل في صمامات القلب مثل الصمام الثلاثي الشرفات أو الصمام الميترالي، أو الصمام الرئوي. 

وتكون تلك المشاكل علي هيئة ضيق في الصمام أو وجود أرتجاع في الصمام مما يسمح للدم بالعودة في أتجاه خاطئ بداخل القلب مرة أخرى. 

 

  • تشوه في الأوعية الدموية الكبيرة في القلب. 

ويكون ذلك عن طريق وجود خلل في أماكن الأوعية الدموية، يحتاج الطفل وقتها إلي جراحة تعيد الشرايين إلى مكانها الطبيعي. 

 

  • وجود تشوهات وظيفية فينموالجانب الأيمن من القلب ويظل الجانب الأيسر منه غير مكتمل النمو. 

وتعتبر هذه الحالة من أخطرأمراض القلب عند الأطفال لأنها قد تتسبب في موت الرضيع مباشرة بعد الولادة في حالة عدم معرفة الفريق الطبي بحالة الرضيع من قبل الولادة حتي يستطيع إعطاء الطفل ما يساعده على إبقاء القناه الشريانية مفتوحة إلي حين إجراء عدد من الجراحات لتعديل الوضع، أو حتي إيجاد متبرع للتجهيز لإجراء عملية زرع قلب. 



 أعراض العيب الخلقي في القلب. 

 

تختلف الأعراض التي يعاني منها الأطفال، حسب نوع العيب الخلقي الموجود ودرجة خطورته فمنها:-

 

  • قلة الأكسجين الموجودة في دم الرضيع مما يجعل اللون الأزرق مسيطرا علي الجلد خاصة الشفتين وحول الأظافر. 

 

  • عدم قدرة الرضيع علي الرضاعة جيدا مما يتسبب في ضعف نموه وقلة وزنه عن المعدل الطبيعي. 

 

  • عدم قدرة الطفل على بذل أي جهد بدني مثل أقرانه من نفس السن. 

 

  • حدوث خلل في كهرباء القلب، فتصبح ضربات القلب سريعة وغير منتظمة. 

 

  • عدم وصول الدم جيدا إلي الأطراف، فيصبح هناك تنميل في اليدين أو القدمين. 

 

  • وجود ورم سواء في منطقة القدمين أو البطن راجع إلي أختزان المياه بالجسم بسبب عدم قدرة القلب علي ضخ الدم جيدا، وهذه تعتبر علامة علي ضعف عضلة القلب. 

 

طرق تشخيص العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال. 

 

تتنوع طرق التشخيص العيوب الخلقية الموجودة بالقلب نذكر منها:-

 

  • الفحص السريري للطفل حيث يقوم الطبيب إلي الأستماع إلي نبضات القلب والتي عادة ما تكون سريعة بالأضافة إلي وجود صوت غريب في القلب مما يدل على وجود مشكلة في صمامات القلب مثلا. 

 

  • الأشعة السينية :توفر صورة لشكل القلب والرئتين مما يسمح للطبيب بتحديد أي تشوهات قد تكون موجودة. 

 

  • أشعة الرنين المغناطيسي :هي توفر صورة ثلاثية الأبعاد لهيكل القلب والأوعية الدموية، مما يساعد الطبيب علي تحديد نوع العيب الخلقي. 

 

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية :وهو يتيح عرض صورة للقلب أثناء الحركة وضخ الدم مما يكشف عن وجود أي مشكلة موجودة في صمامات القلب، أو حتي وجود تضخم بعضلة القلب. 

 

  • القسطرة القلبية :وهو إجراء يتم للأطلاع علي وضع القلب بطريقة أكثر تفصيلا عن طريق عمل شق صغير بالقرب من شريان الفخذ ويتم إدخال قسطرة رفيعة عبر الوعاء الدموي وكذلك  ضخ كمية من الصبغة بداخل الوعاء الدموي لتتحرك الصبغة مع الدم حتي تصل للقلب لتظهر صورة ملونة للقلب مما يساعد في تشخيص عيوب الشرايين أو صمامات القلب.  

 

ولكن من الجدير بالذكر أن أمراض القلب الخلقية للأطفال :التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها تكمن في أستخدام تلك الطرق سالفة الذكر مجتمعة أو بعضها لبناء صورة تفصيلية عن حالة الطفل لبدء وضع خطة العلاج. 

 

علاج تشوهات القلب الخلقية عند الأطفال. 

 

هناك نوعين من أنواع العلاج لأصلاح العيب الخلقي عند الأطفال سواء كانوا من حديثي الولادة أو الأطفال الأكبر سنآ، ويتم تحديد نوع العلاج حسب نوع العيب الخلقي الموجود ودرجة خطورته،أما عن أنواع العلاج فهي كالأتي:

 

العلاج الدوائي. 

 

وهو يستخدم للسيطرة علي زيادة ضربات القلب، أو زيادة نسبة السوائل في الجسم، أو أرتفاع ضغط الدم، وقد يجد الطبيب أنه بحاجة لبعض أنواع الأدوية المميعة للدم للحد من أرتفاع نسبة التجلط وبالتالي تسهيل عمل القلب في ضخ الدم. 

 

العلاج الجراحي. 

 

وهو ما يستخدم لأصلاح التشوهات الخلقية الموجودة عبالقلب نذكر منها:

  • الأشعة التداخلية :وهي تعتبر من أنواع الجراحات المحدودة وهي تستخدم عن طريق إدخال أدوات دقيقة من شريان الفخذ مثل القسطرة وهي عادة ما تستخدم 

في إصلاح عيوب مثل ثقوب القلب، وتوسيع الصمامات، وإصلاح تشوهات الأوعية الدموية. 



  • عمليات القلب المفتوح:وهي تعتبر من أنواع الجراحات المعقدة وعادة ما تستخدم مع التشوهات الخلقية الشديدة التي لايمكن السيطرة عليها بالأدوية ولا القسطرة القلبية

مثل أستبدال شريان أو أكتر من شرايين القلب أو أستبدال صمام أو أصلاحه، وهي في حاجة إلي فريق طبي متخصص قادر علي التعامل مع هذه الجراحة. 



  • عمليات زراعة القلب :تعتبر من الجراحات شديدة الدقة، وهي تستخدم كأختيار أخير في حالات فشل القلب الشديدة وتعتبر نادرة الأستخدام بسبب صعوبة إيجاد متبرع مناسب. 

 

أمراض القلب الخلقية للأطفال :التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها،بعد أن تحدثنا عن كيفية تشخيص وعلاج التشوهات الخلقية عند الأطفال، نأتي للحديث عن أهم الوسائل التي قد تساعد الأم في التعامل مع طفلها الذي يعاني من تشوه خلقي في القلب، ونذكر منهاالأتي:

 

  • ضرورة تعويد الطفل على إتباع نظام غذائي صحي. 

 

  • ضرورة ممارسة أي نوع من انواع الرياضة المناسبة للحالة الصحية للطفل 

حتي لو كانت رياضة المشي. 

 

  • ضروري بالنسبة للأم أستشارة مقدمي الرعاية النفسية للتعرف على أفضل الطرق التي يمكن من خلالها الشرح للطفل حول حالته الصحية بطريقة مناسبة لعمر الطفل، ذلك الأمر يعتبر من الأمور المهمة حتي يسهل علي الطفل التعايش مع حالته الصحية بشكل أفضل دون الأضرار بالحالة النفسية للطفل. 

 

  • وجود الدعم العاطفي من الأسرة للطفل ووجود حالة من التواصل بينهم حول حالة الطفل الصحية للتخفيف من مشاعر القلق، وزيادة ثقة الطفل في نفسه. 

 

  • ضرورة مشاركة الطفل في الألعاب التي لا تحتاج لمجهود بدني، أو خلق هوايات جديدة للطفل مناسبة لحالته، للحفاظ على حالة الطفل النفسية. 

 

وفي نهاية المقال بعد أن أوضحنا أمراض القلب الخلقية للأطفال :التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها، لابد من التذكير أن الطفل المصاب بتشوهات خلقية في القلب قادر علي العيش حياه طبيعية إذا توافر للطفل الدعم والرعاية المهمين  لتحسين حالته الصحية. 



الأسئلة الشائعة :-

 

ما هو العيب الخلقي في القلب؟ 

 

العيب الخلقي في القلب هو الذي يحدث في المرحلة المبكرة من نمو القلب في الحياه الرحمية للجنين. 

 

هل العيب الخلقي في القلب خطير؟ 

 

لا، ليست كل عيوب القلب الخلقية خطيرة فمنها بسيط يترك بدون اي تدخل مثل ثقوب القلب في الأطفال حديثي الولادة ويتم متابعتها خلال فترة نمو الطفل وتشفي تلك الثقوب وحدها. 



ما هي أعراض تشوهات القلب عند الأطفال؟ 

 

سرعة التنفس، وزيادة عدد ضربات القلب، نقص الأكسجين في دم الرضيع، ضعف نمو بسبب عدم القدرة على الرضاعة، عدم القدرة على بذل مجهود بدني في حالة الأطفال الأكبر سنآ. 

 

ما هو علاج تشوهات القلب الخلقية؟ 

 

العلاج يكون علي حسب تقييم الطبيب لحالة الطفل، ففي الحالات البسيطة يكون العلاج الدوائي كافي، أما في حالات التشوهات الخطيرة يكمن العلاج في أستخدام الطرق الجراحية لأصلاح التشوه الموجود. 



كتابة المقال :دينا سعيد 



المراجع :-

 

https://www.heart.org/en/health-topics/congenital-heart-defects

 

https://www.childrensheartfoundation.org/

 

https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/birth-defects&ved=2ahUKEwicgZ3_oN2EAxXgzAIHHU0PDcw4FBAWegQIDBAB&usg=AOvVaw3oiwoEjqGwl8kbEJCMLCLO

 

19.3K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس