نجد تلك الأيام الكثير من الأمهات يشتكين من الحركة المفرطة عند أبنائهن، وعدم التركيز.. وقد يكون الأمر طبيعيا ولكن عدم الاهتمام بقدرات الطفل واستثمار طاقته في المكان المناسب قد يكون سببا في عشوائية الطفل لتفريغ تلك الطاقات المختزنة داخله.

وتظل الأم تشتكي حتى تهتدي إلى أن هناك ما يسمى باضطراب ADHD , فتبدو وكأنها وجدت ضالتها، فتركن إلى هذا التشخيص الذي قد يكون مصدره جارة أو صديقة، دون أن تبحث في يوم الطفل لتعلم ماذا أعدت هي له لتفريغ طاقته قبل أن تتهم الاضطراب بإصابته.

وللأسف قد تلجأ الأم إلى مختص ينصحها بأن الطفل يحتاج إلى علاجات وجلسات قد لا يحتاجها من الأساس، وتلك هي المشكلة الأخرى، ألا وهي .. 

أنه ليس كل من يعملون في هذا المجال على درجة عالية من الثقة، مثله كمثل أي مجال فيه الصادق الذي يراعي ضميره، وفيه المحتال الذي لا يهمه إلا جني المال ولو على حساب طفل.

 فلو وقعت مثل تلك الأم في مثل ذاك المختص كانت النتيجة اللعب بأخطر مرحلة عمرية في حياة الطفل. ألا وهي مرحلة الطفولة المبكرة التي قد تغير طبيعته إذا تم العبث فيها باعتباره مضطربا، أو حالة خاصة في حين أنه قد لا يحتاج لأن يوضع في تلك الفئة أو هذا التشخيص.

ماذا تعرف عن اضطراب "ADHD" ؟

هو أحد الاضطرابات التي تصيب الأطفال منذ الولادة أو بعد الولادة بوقت قصير وهو ما يعرف باضطراب قلة الإنتباه وفرط الحركة  

ما هي سماته؟

سماته هي.. ضعف الانتباه، والنشاط المفرط والاندفاعية.. مما يؤثر على أداء الطفل.

يجب أن يقوم بتشخيص الطفل مختص أمين على درجة من الثقة والعلم حتى لا يستغل عدم وعي الأسرة بتلك الاضطرابات.

الأعمال الدرامية كوسيلة لنشر الوعي

 في مثل تلك الأيام في رمضان منذ ثلاث سنوات أثناء عرض مسلسل مصري باسم " خلي بالك من زيزي " الذي كان يناقش حالات الأطفال الذين يعانون من اضطراب ADHD

فنظرا لقلة الوعي عن الاضطرابات التي تصيب اولادنا، نجد محاولات الدراما العربية لأن تعالج تلك المشاكل التي قد يغفل عنها المجتع.. ولكن أحيانا يحدث تقصير..  فإما أن يكون التقصير في العمل الفني نفسه وبالفعل اتحفظ على بعض النقاط التي أخلت بتقديم الوعي كما ينبغي، وهذا لسنا بصدد الحديث عنه الآن

 أو أن يكون التقصير ناتجا عن قصور في فهم المتلقي نفسه، ونحن بصدد الحديث عن هذا النوع.. 

لقد عرض المسلسل الشخصية زيزى المصابة باضطراب ADHD والتي تجاوزت محنتها وتطورت تطورا ملحوظا بمساعدة بعض الأشخاص من حولها، كما أنه لم يغفل الكاتب عن ذكر المعاناة والمشاكل التي تعرضت لها هي وأسرتها.

ومن المبدع أن المؤلف جعلها هي نفسها فيما بعد سند لطفلة مصابة بنفس الحالة، وكان دورها فعالا فى تحسين حالة تلك الطفلة..

ولكن.. لم يكن المقصود من تلك التركيبة داخل العمل الفني أن يقول الكاتب أنه من الأفضل لهذه الحالات أن تعالج بعضها البعض، ولكنها هي حبكة تثرى العمل الدرامي، وتزيد الأمل عند أسر تلك الحالات وترفع من روحهم المعنوية.

أي لا يعني أنه عندما تدعي كمختصة أنك كنت ADHD مثل بطلة المسلسل فستكونين في نظري أنسب شخص للتعامل مع ابني! 

فقد لفت نظري في تلك الفترة أن وجدت أكثر من مختصة يسوقن لأنفسهن بأنهن في صغرهن كن يعانين من اضطراب ADHD 

والحق أن الأم لو فكرت جيدا فلن تجد أي ميزة فى أن المختصة كانت مثل ابنها او بنتها فى يوم من الأيام.. بالعكس، فمن المفترض أن هذا لن يزيد من رصيد الأخصائية أمامها، وإنما يزيد من رصيد من رباها وعلمها ودربها حتى أصبحت ما هي عليه الآن..

فرأيت وقتها من تعلن عن مركزها، وأخرى تعلن عن دورات تدريبية مستفتحات أحاديثهن بأنهن كن نفس الحالة.

 كدت وقتها أصدق أول مختصة رأيتها تسوق لنفسها بتلك الطريقة، ولكن بعد أن وجدت الأمر تكرر مع أكثر من مختصة في تلك السنة التي عرض فيها المسلسل حينها استوعبت أنه أسلوب تسويقي مستوحاة أفكاره من المسلسل، للعزف على أوتار قلوب الأمهات.

لا أعلم هل يحمل رمضان هذا العام مثل تلك المسلسلات التي تنشر الوعي عن تلك الاضطرابات أم لا، ولكن من المفترض أن أمهات تلك الحالات أصبحن أكثر وعيا.. ارجو هذا.

فنصيحتي لك أيتها الأم هي أن تحذري من الولوج بابنك في عالم ليس بعالمه، وتحري الدقة وتخيري المختص الثقة الذي ستعرضين عليه ابنك ليقوم بتشخيصه، ولا تغرنك الأساليب التسويقية الجذابة.

#حكايات_ولادنا

 الشيماء رزق