يعتبر التنمر المدرسي من أخطر المشاكل التي يواجهها الأطفال و تؤثر سلبا على نفسيتهم، سواء في المدرسة أو خارجها. وهو ظاهرة منتشرة بكثرة بين التلاميذ الأطفال و المراهقين خاصة.إذ يفقدهم التنمر ثقتهم بأنفسهم و يضعف تحصيلهم الدراسي كما أنه يجعلهم غير قادرين على مواجهة المجتمع و التعامل مع أفراده بشكل سليم، يجعل التنمر الطفل لا يشعر بالأمان دائم الإرهاق و التعب.
ما الذي يجعل التلميذ متنمرا؟
يلتجئ التلميذ للتنمر في محاولة لإثبات ذاته أمام زملاءه و محاولة إظهار قوته باحتقار الآخر والتقليل منه ظنا أنه سينال استحسان و اهتمام الآخرين و يلفت انتباههم بهذه الطريقة، و أنه هكذا سيصبح معروفا و يهابه الجميع. كما أن الغيرة من الطرف الآخر تدفع التلميذ للتنمر من زميله من أجل أن يظهر افضل منه. عندما يرى التلميذ نفسه مميزا عن الآخرين و متفوق عنهم اجتماعيا أو ثقافيا أو ماديا، أو يرى نفسه الأجمل و الأفضل. ما يمارس على الطفل يمارسه هو بدوره، إذا كان يتعرض للتنمر داخل أسرته و محيطه فيقوم بهذا التصرف مع زملاءه ليفرغ ذلك الغضب المتراكم من البيت و المحيط، و أيضا فالآباء مرآة أبناءهم، عندما يرى الطفل سلوك التنمر يمارسه أحد والديه أو كلاهما أو الإخوة فهو يراه تصرفا عاديا يستعمله مع زملاءه على شكل مزاح أو شيء عادي و طبيعي.
كيف تعرف أن الطفل يتعرض للتنمر؟
آثار التنمر الجسدي من الآثار الظاهرة على الطفل، حيث يعود إلى البيت وعليه آثار الضرب أو فاقدا بعض أدواته و أغراضه، تجد الطفل متوترا و دائم الغضب حتى بدون سبب، تظهر عليه علامات القلق، يتفادى التفاعل مع زملاءه يفضل العزلة و لا يحب الذهاب إلى المدرسة، تراجع ملحوظ في تحصيله الدراسي، صعوبة النوم و رؤية كوابيس بشكل متكرر. فقدان الشهية.
كيف يواجه التلميذ مشاكل التنمر؟
لكي يتخلص التلميذ من مشكل التنمر يستحسن أم يتفادى المتنمرين و يقلل التفاعل معهم و الاحتكاك بهم كي لا يمنحهم فرصة التنمر به.
يستمر التنمر عندما يلاحظ المتنمر استياء و غضب المتنمر عليه و انفعاله أو رغبته في البكاء لأن هذه هي غايته، في حين إذا قابل تنمرهم بالهدوء و اللامبالاة وجدوا أنهم لم يحققوا الهدف من التنمر و لن يعيدو الكرة.
تجاهل المتنمر و عدم الامتثال لطلباته و الدفاع عن النفس و إبلاغ المدرسين و الإدارة بتصرف زميله المتنمر. تقوية العلاقة الزملاء وتوسيع دائرة الأصدقاء، إخبار الوالدين بما يحدث.
توعية الطفل المتنمر
القيام بورشات و لقاءات توعوية عن التنمر و آثاره
إشراك التلاميذ في الأنشطة المدرسية و تطوير مواهبهم الإبداعية و الرياضية و تنمية حب التضامن و التعاون فيما بينهم
إذا استوعب المتنمر أن سلوك التنمر مضر و ليس ممتعا كما يعتقد و أن هذا التصرف لا يكسبه احترام و تقدير الآخرين كما يعتقد و أمه بطل في نظرهم بل العكس و أن هذا ما هو إلا اضطراب في الشخصية يستعدي تعديل السلوك مع الوقت سيعدل المتنمر عن تصرفه و يكتسب صفات ايجابيا و يندمج مع زملاءه بشكل أفضل.
دمنا و دمتم سالمين