كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

السامري وعجل بني إسرائىل قصة لم تنته!!

السامري وعجل بني إسرائىل قصة لم تنته!!

كلنا أو معظمنا قد سمع عنه أو قرأ قصته، ووقعت العين على الآية القرآنية التي حملت حكايته في القرآن الكريم حين جاء على لسان نبي الله موسى في كما ورد في سورة طه: 

"قال ما خطبك يا سامري؟!!.." 

هذا الاستفهام الاستنكاري الذي يعبر عن استهجان المتكلم (موسى الكليم) للمخاطب الذليل..!؛ فلقد اعترى نبي الله موسى غضب جارف وقد عاد لتوه من لقاء ربه، عاد وهو يحمل الألواح وفي نسختها هدى لبني إسرائيل، فإذا بقومه يسجدون لعجل ذهبي فار غ الجوف!

عبدوا عجلا!!! يا لضيعة يهود.. 

أي خطيئة قد حلت بالقوم؟، وأية مصيبة قد ألمت بهم؟ إنه لأمر جلل تهتز له السموات، وتنشق له الأراضين!! 

انقض بناء العقيدة الذي حارب نبي الله سنين من أجل تشييده في قلوب بني إسرائيل، كم من المعانة قد مرت، وكم من الابتلاءات قد وقعت، وكم من المعجزات أجراه الله لنبيه، معجزات قريبة العهد لم ينقض زمن طويل على وقوعها، هل نسوا معجزة العصا، ألم يروا كيف انشق البحر عن حسر حملهم لسيناء ثم عاد لجة أغرقت عدوهم، انشقاق الحجر عن اثنتي عشرة عينا، والمن والسلوى،... كل هذا كان عل مرأى ومسمع من القوم!!! 

ثم فجأة وبكل سهولة نزع بنو إسرائيل سربال الإيمان عن ظهورهم وتسربلوا بلباس الشرك!! يالضيعتهم ووضاعتهم!! 

أسرع موسى غير مصدق لما حدث، ليسأل أمينه ومستخلفه على قومه،(هارون) أخاه، وكاد يفتك به من شدة غضبه:" يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني؟!، أفعصيت أمري؟! "

هنا ينطق( هارون)  -عليه السلام- ويظهر تفسير ما حدث، 

إنه السامري.... 

وعندما واجه الكليم- عليه السلام- عدو الله (السامري) بفعلته لم ينكر ها، وإنما أعلن في جحود بالخالق وبإيمانه كله

"بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول، فنبذتها، وكذلك سولت لي نفسي" 

انظر-رعاك الله-إلى أصل الجريمة ومبدأ الطغيان، الحدث يتصاعد والهرم يرتفع على قاعدة أساس، وهي ركيزة كل معصية: 

"وكذلك سولت لي نفسي"

نعم.  هي النفس إذا، العدو الأزلي للإنسان والذي لاسبيل للنجاة منه، أو الهروب عنه. 

نفسه التي بين جنبيه، جعلت من الشرك إيمانا، وصورت له السوء حسنا، والمعصية تقربا،، دعونا لا نطيل في تفاصيل قصة السامري،   فكما أشرت في بداية مقالتي الكب قد سمع عنها ومعظمنا قد وعاها، ما يعنيني هنا تكرار التجربة واستنساخ الخطيئة على مر الأزمنة!!! 

فما أكثر السامريين! وما أشد تنوع العجول!، فكم من الجرائم والموبقات قد وقعنا فيها بسبب ما تسول به نفوسنا! 

والعجيب أننا نشاهد ونسمع  مقالات ونقاشات مصورة للتبريرات المنطقية-من وجهة نظر أصحابها-حول إشاعة القتل والخراب والتدمير والنهب، وكافة أشكال التعدي على الغير بدعوى رؤيتي ومذهبي وفلسفتي في الحياة كما يردد هؤلاء المعتدين. 

فلتعلم أخي الفاضل أن النفس الأمارة بالسوءتدفعك دفعا حثيثا لمخالفة سنن الله في الكون، ومعارضة الفطرة التي فطر الله الناس عليها، بل تزين لصاحبها فعل المنكر، وإيتاء القبيح من الأفعال الذي يراه حسنا وإن خالف في ذلك إجماع الأمة، فهذه قناعته وهذا ما سولت به نفسه!! فاحذر. اتباع النفس الأمارة بالسوء والجمها بالطاعة وخالف هواها تسلم، اسمع لقول الشافعي رحمه الله: 

والنفس كالطفل إن تهمله

                   شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم . 

فافطم نفسك الأمارة بالسوء وارفع من شأن النفس اللوامة التي تحضك على الخير وتلومك على تركه، وإياك أن تجعل من شخصك سامريا جديدا، فيصبح لكل منا عجله الخاص الذي صاغه باتباعه للهوى وخضوعه للنفس الأمارة بالسوء،، وقانا الله وإياكم شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن. 

 

 

 

64.2K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس