كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

الصدقات تنمية للمال وتزكية للنفس

الصدقات تنمية للمال وتزكية للنفس

"إن تبدوا الصدقات فنعما هي، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم" 

ديننا الحنيف دين الرحم والتكافل والتكافل

حث أتباعه على الإنفاق والتصدق، من باب ترقيق القلوب وتأليف النفوس، وتزكية الأعمال، وحض المسلم على الإنفاق في السر والعلن،، بل جعلها النبي سببا من أسباب التنعم بظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، كما ورد في الحديث الصحيح عن السبعة الذين يظلهم الله، فعد النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء "ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه،. 

الصدقة ستر لصاحبها من النار

فإن من فوائد الصدقة لصاحبها غير ما سبق  أنها تطفيء غضب الرب كما يطفيء النار الماء،  وللصدقة مردود إيجابي ذو وجهين: 

الأول: مردودها على المتصدق عليه، حيث تزيل من نفسه أي حقد أو ضغينة نحو صاحب النعمة، بل تجعله يتمنى له الزيادة والنماء، فهو يوقن أنه كلما زاد مال الغني فإن ذلك سوف ينعكس عليه بالخير الوفير

كما تشيع الصدقة في نفس المحتاج جانبا خفيا من الإيجابية في المشاركة المجتمعية، فإنك تجد شخصا بسيط الحال يتصدق على من هو غشد منه فاقة وذلك بفضل وفرة الصدقة عنده، وؤغبته في أن يحوز ذلك الشرف، فيكون معطيا بعد أن كان آخذا. 

وأيضا  تجعل الصدقة من الشخص المتصدق عليه كائنا مسالما، ومتعايشا مع مجتمعه في ود وأمان، لا بحمل هما للرزق ولو تعطلت آلة العمل ولإنجاز لديه-أعني أصحاب الهمم، والأمراض المزمنة-

الوجه الثاني: مردودها الإيجابي على الغنيالغني

فالمتصدق يشغل نفسه بإحصاء الحالات التي تحتاج الصدقة ويجعل همه البحث عن أصحابها بنفسه وسؤال الغير ليدلوه على المحتاجين، لعلمه أنها تقع في يد الله قبلهم، وذلك مصداقا لما ورد في الحديث القدسي، حيث يقول المولى عزوجل"استطعمتك فلم تطعمني، فيقول العبد كيف أكعمك وأنت رب العالمين؟، فيقول المولى في عليائه استطعمك عبدي، فلم تكعمه، أما علمت أنك او أطعمته لوجدت ذلك عندي؟!، وكذلك للصدقة تأثير تربوي رفيع الأثر في نفس المتصدق، فهب تكسر في نفسه خلق التكبر والاستعلاء، حيث يعلم أنها حق للفقير في ماله، قد جعله الله عنه مسئولا، وبالتالي يتعامل مع الفقير بنفسية من له حاجة عند شخص ما، فيبحث عنه ويسأل الناس عمن يستحق الصدقة، فتكون له دافعة لكل خير مع الناس جميعا، وهانحن أخوتي الكرام في شهر الخيرات، شهر الصيام، شهر القرآن، شهر الصدقات، فلنستثمر أيامه ولياليه على خير الوجوه وأتمها، مت صلاة وقيام وتلاوة قرآن ونختم ذلك ونغلفه بغلاف أنيق ومتين من الصدقة التي ترفع لنا أعمالنا، وتجعله  متقبلة عند الله عز وجل، والصدقات أنواع غبيطها التثدق بالمال، وهذا هو السهل المتاح للعديد من المسلمين، إلا أن التصدق بالقول الطيب والنثيحة الخالصة لله وفي الله لها أعظم الأثر وأجل الفضائل، وهناكل التصدق بالعمل الصالح من تقديم العون والأرشاد وأن تدل غيرك على عمل صالح بأن تكون قدوة له في البيتىلأبنائك،وفي الشارع لجيرانك،وفي العمل لزملائك، فهذه صدقة من أهم الأنواع، ولا ننسى التصدق بالعلم النافع من خلال الكلمة الطيبة أو الكتاب المفيد والدرس المعين، ولدينا مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التدوبن الإلكتروني، كل هذه بفضل الله أضحت مجالات للتثدق لو أحسنا استغلالها واستثمرنا توجيهها، ومن خلال الطرح السابق أجد حريا بكل مسلم ومسلمة أن يتحرى مواضع صدقته قدر الاستطاعة، فللأسف قد انتشرت ظاهرة بغيضة في معظم المجتمعات العربية المسلمة وغير المسلمة، وهي ظاهرة اتخاذ التسول مهنة لا تحتاج مؤهلات وتدر على صاحبها المال الوفير رغم إذلال النفس الذي ينال البعض من هذا السلوك، وتجد المحتاج الحقيقي يتعفف ولا يسأل الناس إلحافا فأولئك أحق الناس بالصدقات.. 

نفعنا الله وإياكم وسدد على طريق الخير خطانا وخطاكموخطاكم. 

 

 

26.5K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس