كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

ديغول في بلاد العجائب: بحثا عن حصان

ديغول في بلاد العجائب: بحثا عن حصان

نزيهة زعبار، 12 جانفي 2017

مقدمة:

السطارة: كانت عقارب الساعة قد قطعت طريقا طويلة قبل أن تتوقف عن الدوران على الثالثة زوالا، عرفنا حينها أنه قد آن لها أن ترتاح من عناء المسافة، فالمنطقة التي نعبرها الآن تعيش حسب توقيت مغاير و وفق منطق مختلف، لا تحسب الزمن بالثواني و الدقائق و الساعات بل بالوقت المحنط في هذه الجبال الرهيبة التي زادتها الكثافة و الارتفاع  و الخضرة الداكنة في هذا التوقيت بالذات من هذا اليوم بالذات رهبة و غموضا لم أتمكن من كشف أسراره كلما اقتربنا أكثر، لكنني تذكرت أمرين اثنين؛ تذكرت فيصل الأحمر الذي يقول في رواية ساعة حب ساعة حرب واصفا المدينة التي نحن متوجهون إليها:  "نحن هنا في مدينة تختزن ريفا رهيبا... إنها مدينة جدا بقدر ما هي ريف جدا جدا...". و تذكرت أيضا شارل ديغول الذي يقول المؤرخون أنه حين وقف أمام هذه الجبال بالتحديد في 03 مارس 1960 اصطكت أسنانه وأيقن بأن استقلال الجزائر بات وشيكا، و هي الحقيقة التي أثبتها التاريخ بعد عامين بالضبط من تلك الحادثة، حقيقة مخلدة  في هذه القمم الشاهقة و في هذه النصب التذكارية التي تأخذك بدءا من واد زقار بعين قشرة التابعة لسكيكدة في رحلة عاطفية إلى زمن الخيول البيضاء، زمن الشمال القسنطيني و الولاية الثانية، زمن المعارك و البطولات و السماء البرتقالية و وداعات الأصيل حين تصعد أرواحهم إلى بارئها فترفرف الحمائم معلنة في هديلها الحزين عن الحرية. لقد كنا ندخل المدينة من الجنوب الشرقي.

جيجل-جيجيلي-إيجيلجيلي-إيغيل إيغيل: أمـــازيغ يتحدث العربية!!

امتطينا صهوة الوقت هنالك و انطلقنا مع صهيل الأبجديات نطوي هذه القمم العالية باتجاه الغرب، كان عبورنا للمنطقة تماما كتسميتها الأمازيغية "إيغيل إيغيل" من هضبة إلى هضبة ومن جبل إلى جبل، فالجبال هنا بجزأيها الشمالي التلي المطل على البحر المتوسط والجنوبي الذي تطلق عليه تسمية جبال البابور تشكل 82 بالمئة من مساحة المنطقة مكونة بذلك جزءا مما يعرف ب"قبائل الحضرة" أو "القبائل الحدرة" و هي التسمية التي تطلق على قبائل الجزائر التي تعربت و ذلك للتمييز بينها و بين قبائل النيغاس، ليتوقف حصاننا أخيرا بالقرب من وسط المدينة عند جبل يما مزغيطان، لعله تحسس آثار حوافر!!..

مزغيــــــطان تبحث عن حصانها الذهبي !!!...

مزغيطان هي ابنة الملك مازيغ الصغرى و حاكمة جيجل، وهي  الأخت الشقيقة لقورايا حاكمة الجهة الغربية أي بجاية حاليا و الملكة سدات حاكمة الجهة الشرقية من المنطقة و التي كانت تمتد إلى غاية ميلاف أو ميلة حاليا.

يوجد ضريحها بقمة جبل مزغيطان الذي يحرس المدينة و المقابل لشاطئ الخليج الصغير الذي ألهبت رماله الذهبية قلوب السياح الذين يأتون لزيارة ضريح ملكة فاتنة  أقامت الحروب بين الملوك و الأمراء  و القادة الفينيقيين من أجلها، وعندما طلبها العديد منهم للزواج اشترطت إلى جانب الحماية لشعبها العثور على حصانها الذهبي الضائع الذي خبأته حسب الروايات بمنطقة الرابطة الأثرية التي تعرضت بعض آثارها للتخريب نتيجة ما لحق بها من عمليات البحث والتنقيب عن الحصان الذهبي الذي على الأرجح ما هو إلا شرط تعجيزي و حيلة ابتكرتها الأميرة الفاتنة للتخلص من الحكام الفينيقيين من جهة و لحماية شعبها من جهة أخرى.

كورنيــــــــــــــــــــــــــــــش:

دخلنا وسط المدينة، حي الشاطئ و حي  الفرسان تحديدا، و رحنا نتحرى أكثر عن الحصان الذهبي، أين تكون الملكة مزغيطان قد أخفته؟! فكانت وجهتنا التالية غربا هذه المرة أيضا أين تنحدر سفوح جبل مزغيطان و الجبال المجاورة باتجاه البحر مشكلة ما يعرف بالكورنيش الجيجلي  الذي يمتد من شاطئ واد زهور  على الحدود مع سكيكدة إلى الشاطئ الأحمر على الحدود مع بجاية أين تتواجد قردة الماقو بأعداد جد كبيرة، مرورا بالعديد من الشواطئ الساحرة كالشواطئ الصغيرة ببني بلعيد و التي يصعب الوصول إليها نظرا لطبيعتها التي لا تزال على سجيتها كما أبدعها الخالق دون أي تدخل للإنسان، و شاطئ الخليج الصغير، و شاطئ الصخر الأسود، بالإضافة إلى شاطئي أندرو و أفتيس بالعوانة حيث الغابات الكثيفة و الجزر المترامية في وسط البحر.

كاتـــــــــاكــــــــــــــومــب:

لسنا في فرنسا و لا في كهوف الكاتاكومب بل إننا نتواجد الآن بقلب الكهوف العجيبة بزيامة المنصورية، بمحاذاة دار الواد، قرب النفق وقرب الجسر الذي يعبر الوادي الذي يصب في البحر. إننا في غار الباز أو مغارة الباز...

 قاعة مشكلة من صواعد و نوازل كلسية بدرجة حرارة ثابتة على مدار العام تقدر ب 18 درجة مئوية، و بنسبة رطوبة تتراوح بين 60 و 80 بالمئة.

طولها 50 متر، و عرضها 60 متر، و ارتفاعها يتراوح ما بين 20 و 32 متر.

 تضم مجسمات تعود إلى ما قبل التاريخ نحتتها مياه الأمطار المحملة بالكلس بمعدل 01 سم كل مئة سنة، بعضها يصدر موسيقى تحاكي موسيقى الآلات الحديثة:

اسم الجلالة "الله"

•مجسم كأس العالم

•قصر الكريملن 

•برج بيزا 

•تمثال الحرية 

•تمثال بوذا

•قردة الحكمة الثلاثة

•أرجل الجمل

•سمكة

•ضرس إنسان 

•...

ميثــــــــــــــــــــــــــولوجيا ...

كنا إذن بمربض الخيل، بالمكان الذي حدثنا عنه سكان حي الفرسان. يقال أن الكنوز تخبأ في الكهوف و المغارات؛ خمنا بأن تكون مزغيطان قد أخفت حصانها في مكان كهذا. في النهاية، لم نعثر عليه هنا، و لكننا عثرنا على كنوز أخرى...

لا شك أن من كتب قصص علاء الدين، و علي بابا، و السندباد قد مر يوما من هنا، و لاشك أنه مثلنا أدرك أن الكنوز ليست تلك التي تخبأ في الخزائن و الصناديق، بل تلك التي تأخذك إليها و تخبؤك بداخلها ثم تسكنك كأسطورة يستحيل أن تشفى من مرضك الجميل بها، و لاشك أنه مثلنا أدرك أن عجائب الدنيا تبدأ من هنا. 

كأسطورة، و كمحارة انغلقت علينا هذه المدينة الساحرة بصدفتيها الملونتين بزرقة البحار و السماوات، و بخضرة الجبال و الغابات، وتركتنا نتوه بين أمواجها الفضية، و بين شواطئها الذهبية، نضيع في خضم ذلك العناق الأبدي بين السماء و البحر مبهورين بهذا التعايش الطويل ما بين جبل و بحر الذي أثمر جزرا و بحيرات، و جواهر و لآلئ، و وديانا و شلالات، و مغارات و... أساطير!!!

المنــــارة الأسطورة...

شيد المنار الكبير أو منارة رأس العافية على قمة غريفات بمنطقة العوانة على ارتفاع 16 متر عن سطح الأرض و 43 متر عن سطح البحر، تحوي صومعتها مصباحا كهربائيا بطاقة 1000 واط يعطي إشارة ضوئية باللون الأحمر كل 05 ثوان بإمكان البواخر رصدها على بعد 45 كلم في عرض البحر حتى تتفادى الاصطدام بالصخور الخطيرة المتواجدة هناك، و المتمثلة على الخصوص في صخرتي ''المدفأة'' و''مقعد القبائل''.

 تفيد أسطورة ''مقعد القبائل'' بأن سفينة كانت تحمل مئات الأشخاص القادمين من مدينة بجاية و المتجهين إلى مدينة عنابة ومنها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وبينما كانت تعبر المنطقة اصطدمت بصخرة حادة ترتفع عن سطح البحر بأربعة أمتار. كانت هذه الصخرة تدعى "صخرة السكة" وبعد غرق السفينة أصبحت تسمى ''مقعد القبائل''.

و تفيد الأسطورة أيضا أن هؤلاء الحجاج يلتقون كل ليلة على الصخرة المذكورة و يتبادلون أطراف الحديث.

تشايكوفسكي سيعزف بحيرة الزيتون!!!...

كمقطوعة موسيقية و كمعزوفة بحيرة البجع تشذو هذه المدينة بالفصول الأربعة؛ فيها صقيع الشتاء، و لهيب الصيف، و جزر كاسمها لا تصلح إلا للربيع و "الأحلام"، و تصلح أيضا للخريف.

بعد أن جفت مياه الوادي صيفا و لم يبق  إلا "حجر الوادي" إحدى قصص بحيرة الزيتون، المجموعة التي ألفها الأديب و المترجم أبو العيد دودو، و الذي لا ندري عن أي بحيرة بالضبط يتحدث؛ أ بحيرة بني بلعيد التي تأوي عددا من الطيور الناذرة؟ أم بحيرات الغدير والرجلة و الأمير عبد القادر بالطاهير؟ أم بحيرة إراقن؟ أم أنه يتحدث عن بحيرة تيمزقيدة بجيملة التي تعد ثاني بحيرة في الجزائر من حيث الارتفاع بعلو يقدر ب 1260 متر عن سطح البحر؟... أما الجزر في هذه المدينة  فلا تصلح إلا لعزلة ابن اليقظان و كروزوي.

يحاول مختار بطل القصة اقتلاع الحجر ليشيد به شيئا من المستقبل، لكن أم السعد إحدى بطلات المجموعة تصر على بقائه بالوادي واستنطاقه، فتمطر سماء الخريف و مساءاته بالإجابات على أوانيها الطينية التي لا تزال على غرار ما تبقى من حليها الفضية صامدة في وجه النسيان محافظة على تسمياتها و أبجدياتها الأولى، فتعود عبر تيارات الوديان إلى حام و إلى سام، بل و إلى آدم عليه السلام، إلى كنعان و فينيقيا و روما، و إلى قرطاجة وجنوة و إيطاليا، و إلى اليمن و مصر و الأندلس و الساقية الحمراء، توثق أنه هنا كانت أول عاصمة لبلاد الجزر (الجزائر) و أنه  قبل كل هذا هنا كانت و لا تزال كتامة، وأنه من هنا مر ابن النصير و عروج و بربروس، و أنه هنا تلاقت الأبجديات، و تلاقى التيفناغ و الألفباء، و لم تأت عقيدة لتبطل عقيدة التوحيد...

و لا زالت الأبجديات تصهل!!!

خلــــــــف صهيل الأبجــــديات.....

لا زال صدى صهيل مجهول يتردد في أفق هذه المنطقة المليئة بالمفاجآت، و لا زلنا نحن مصرين على المغامرة مادامت هذه المدينة تكافئنا عن كل مجازفة بأعجوبة أو بحلم على شكل تحفة أو جوهرة... ها هو الصهيل يأخذنا هذه المرة إلى مدينة الطاهير، العصب الاقتصادي للمنطقة كلها حيث ميناء جن جن الدولي، و المنطقة الصناعية، و مطار فرحات عباس، و المحطة الكهربائية و الحرارية، وغيرها.

المدينة اليوم على غرار كل المنطقة تحتفل برأس السنة الأمازيغية. أم السعد خرجت اليوم من الكتب؛ هي اليوم  حاضرة في كل مطبخ،  تستقبل العيد ب"الطمين" و "الغرايف" و "الشرشم" الذي يتكون من حبوب الفول و القمح المسلوقة، و تحضر طبق "الفتات" أو "الفطير" الخاص ب"يناير" و الذي يشترط في تحضيره لحم ديك المزرعة. أوان طينية تطغى اليوم على كل الموائد، تقاوم الزمن و  البرد المتراكم على هذه القمم البيضاء، كتامة اليوم حاضرة في كل شيء حتى في ألبسة النساء الموشحة بخيوط الحناء و في بعض البرانيس الرجالية التي كما أواني الفخار و حلي الفضة  تحدت الزمن و النسيان.

ينتشر الصهيل من هنا ليعم كل المنطقة. إنها مدينة فرحات عباس، أول رئيس للحكومة  الجزائرية المؤقتة، و محمد الصديق بن يحي، و إنها جيجلي مدينة العلامة أحمد حماني، و مبارك الميلي، و محمد الطاهر ساحلي أو ابن باديس الصغير، و محمد الصالح بن عتيق، و بلقاسم بن منيع، و محمد فارح، و أحمد الحبيباتني، و محمد خطاب الفرقاني،  بيد أن نخبة جيجل رحلت إلى مصر مع السلطان المعز لدين الله الفاطمي، و إنها أيضا جيجلي مدينة الأودية و الفضة التي عبرها العلامة المسعودي صاحب كتاب "مروج الذهب و معادن الجوهر" في القرن الثالث عشر هجري و اكتشف منبع "عين المشاكي" بمنطقة سلمى بن زيادة التابعة للعوانة و الذي يمثل ظاهرة غريبة باعتبار أن مياهه باردة في الصيف و دافئة في الشتاء علما أنه سمي عين المشاكي من الشكوى إلى الله، و لهذا يكثر به الزائرون القادمون للتبرك و التضرع.

 و غير بعيد عن العوانة، لا تزال آثار و بقايا القصور التي شيدها باي بجاية المنصور بمنطقة "زيامة المنصورية" التي سميت بهذا الاسم نسبة إليه شاهدة على سحر المنطقة الذي جعل هذا الباي يقضي كل عطله مع عائلته بهذا المكان الذي يحتوي على جزيرة "الجبيلة" الساحرة و على مدينة أثرية بكاملها و هي مدينة "شوبا  مينيبيوم"  الرومانية التي تبقى منها ميناء "شوبا"، و موقع "أزيرو" الذي اكتشفت به قاعة مستطيلة، و أرضية مغطاة بفسيفساء، بالإضافة إلى سور المدينة، و مقبرة رومانية، و بناية رومانية، و لوحة ميثولوجية تجسد حفل زفاف تيتيس و بيلي.

و تتواجد الآثار الرومانية أيضا  بمنطقة "جيملة" على شكل حمامات منقوشة على الحجر بالإضافة إلى قطع لعملات نقدية رومانية عثر عليها بالمكان نفسه.

"منطقة رأس العافية" هي الأخرى تحتوي على قصر روماني شيد بغابة رأس العافية على ارتفاع كبير عن سطح البحر.

أما منطقة "الرابطة" الأثرية فتضم بالإضافة إلى الحمامات الرومانية مقابرا فينيقية منحوتة في الصخر.

لكن منطقة "السطارة" بالميلية تصر على أن تكون الهرم الذي يحنط به الوقت و التاريخ و الإنسان و الحضارات باحتوائها على موقع "تيسليل" الذي يضم بقايا حجرية لتجمع عمراني متمثلة في أسوار، و أعمدة، ونصب جنائزية تحمل نقوشا لاتينية، و الذي لا يزال مدفونا تحت الأرض متربعا على مساحة تتجاوز خمسة هكتارات.و يذهب الباحثون إلى تصنيف هذا الموقع الذي لا يزال على غرار الأماكن الأثرية الأخرى قيد النسيان و الإهمال في مرتبة تيمقاد و جميلة. 

أما عن الآثار الأقدم من الآثار الرومانية فإن"مغارة تازة" بالقرب من وادي تازة بزيامة المنصورية و التي سميت أيضا "لامادلين" نظرا للخصائص المشتركة بينها و بين مغارة لامادلين في فرنسا تمثل إلى جانب مغارة "أفتيس" الموجودة تحت الصخر و ثلاث مغارات أخرى العصر الحجري القديم الأوسط، ونهاية العصر الحجري القديم الأعلى، والعصر الحجري الحديث الأعلى إذ تحتوي على جماجم بشرية شبيهة بجماجم عثر عليها في شمال إفريقيا، و بقايا صناعات حجرية، و عظام حيوانية، و بقايا مواقد نار و غيرها.

خاتمة: مـــــــــــــربض الخـــــيل..

شاركنا في الاحتفال ب"ينار" أو "يناير" أو "العام" كما يسميه السكان المحليون و قفلنا عائدين بعد أن ضربنا لأنفسنا مواعيدا أخرى في هذا المكان لنحتفل بأعياد أخرى كعيد السمك، و عيد الربيع، و أيضا عيد الفراولة حتى نستمتع بطعمها و بطعم الفراولة البرية "تايسنونت".

لم نعثر على الحصان الذهبي، لكن صدى صهيل بعيد ظل يتردد على مسامعنا. إنها مدينة الخيول بامتياز و إنها مدينة العجائب...     

و رغم أننا مررنا بحديقة الحيوانات التابعة لحظيرة تازة واستمتعنا بمشاهدة الحيوانات المختلفة و الطيور الناذرة و الخيول المتعددة الألوان إلا أن هذا الصهيل لم يتوقف، لقد ظل طوال هذه الرحلة يئن كناي يحن إلى موطنه، لنكتشف في النهاية أنه طوال هذا الوقت كان يأخذنا إلى حيث تسرح الخيول البرية حرة طليقة بأعالي أولاد عسكر التابعة للطاهير، و بالتحديد بمنطقتي "الزويتنة" و "الأربعاء" لتشكل إلى جانب جبال مغرس بسطيف و جبال شيليا بخنشلة المناطق الثلاث الوحيدة في الجزائر التي توجد بها خيول برية، و لنقتنع مرة أخرى أن هذه المنطقة تعيش حسب توقيت مغاير و وفق منطق مختلف، و أنها تحنط الحرية و الطبيعة و الوقت و التاريخ و الإنسان و كل شيء في تابابورت و في كل الجبال الرهيبة.   

و لنتساءل في طريق عودتنا عما إذا كانت هذه المدينة ستظل كحكاياتها الشعبية و كحكاية بقرة اليتامى التي "لاتباع و لاتشترى" طي الإهمال و اللامبالاة مقتصرة على موسم الاصطياف بالرغم من التنويه في كل مناسبة بإمكانياتها السياحية الضخمة أم أنها ستظل ك"كراف الخطايا" (قراف الخطايا/رواية) طابعها البريدي الوحيد هو تلك القاف المخفضة التي تلخص التعايش الحضاري لهذه المدينة و الذي يعود إلى فينيقيا و كنعان. 

70.1K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس