كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

كيف للسلطة التفريق بين الأخوة

كيف للسلطة التفريق بين الأخوة

فتح الملك عينيه عشية ذلك اليوم البارد الكئيب من شهر  تشرين الثاني فوجد زوجته، أبنائه و أحفاده متحلقين حوله في تلك الغرفة الواسعة التي لم يغادرها منذ شهر و نصف. بدا وجهه متعبا و شاحبا ، لا تشبه ملامحه ملامح الأحياء في شيء. نظر بعينيه طويلا نظرة متفحصة لجميع من كان في الغرفة ثم إستقرت نظراته على إبنه البكر " أحمد " فأشار إليه بيد مرتعشة أن يقترب منه قام "أحمد" من مكانه و سار نحوه بخطى ثقيلة حتى وصل إليه ، ثم جلس على السرير بالقرب منه ، أمسك الملك بيد نجله بصعوبة بالغة و بشفتين مرتعشتين و صوت خفيض قال له :                                     - أنت و من بعدك أخاك ..                                                   و ثبت نظرته الصارمة عليه برهة من الزمن إستوعب من خلالها الأمير "أحمد" أن ما جاء على لسان والده هو وصيته الأخيرة فقال له مطمئنا:                                                    - أعدك بذلك .                                                                     لاح طيف إبتسامة على وجه الملك ، أعاد النظر إلى وجوه الجميع ثم أغمض عينيه إغماضته الأخيرة .                           غابت شمس ذلك اليوم باكرا و غاب حضور الملك معها للأبد و أقبل ليل قاس و حاد لن يتوارى أبدا .                                في صباح اليوم التالي أعلن خبر وفاة الملك في الإعلام "الملك في ذمة الله و نجله الأكبر الملك أحمد يعتلي العرش" و أعلن الحداد في المملكة لمدة أربعين يوما و نكست الأعلام في كل مكان. و في الأثناء نقل نعش الملك المغطى بالعلم برفقة أبنائه و أحفاده محمولا على هامات ظباط جيش قاده لسنين طويلة في موكب جليل استمرتسعون دقيقة في شوارع المملكة على الرغم من البرد و المطر و غصت الشوارع بأبناء الشعب الذين إحتضنهم الملك في حياته فخرجوا محتضنين نعشه ، مرافقين موكبه في آخر الرحلة ، شيبا و شبانا ، رجالا و نساءا ودعوه بالدموع و الزهور . و قدم معظم زعماء العالم ،الصديق منهم و العدو لتوديع رجل دولة فاق حجمه حجمها ، و مشوا كلهم وراءه في مشهد مهيب . عند وصول الجثمان إلى محطته الأخيرة دخل أشقاء العقيدة ليصلوا عليه بينما انتظر البقية في الخارج .                          و أخيرا أخرج الجثمان من التابوت و وضع بالقرب من جثمان والده و جده و رحل الجميع ..

يتبع...

31.5K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس