سلسلة صحابي جليل من صحابة رسول الله (سعد بن معاذ 《1》)

◾السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ◾

         🔷️ صحابِيٌّ جليل🔶️

      🔸️🔹️سعد بن معاذ 🔹◾1🔸️

هو الذي اهتَزَّ لمَوْته عَرْشُ الله تباركَ وتعالى .. هو الذي شَهِد جنازَته سبْعونَ ألفاً من المَلائكةِ ما وَطِئوا الأرضَ قبلها .. هو الذي حكَم فى يهودِ.بني قُريّظةَ فوافقَ حُكْمه حُكمَ الله جلَّ وعلا .. هو  الصحابي الجليل سعْدُ بنُ مُعاذ.

🔷️سَعْد بنُ مُعاذ بن النُّعمان الأنْصاري الأشْهَلي ..كان سيِّداً في قومه ورئيساً للأوْسِ .. وزعيماً لقبيلة بني عبد الأشْهل . أسْلَم قبل الهجرة النَّبوية بعامٍ على يد مصعب بن عمير وكان عُمره حينها واحد وثلاثين عاماً تقريباً..

🔶️كان - رضي الله عنه - مُحبَّاً لأهله وقومه .. ناصِراً لله ولرسوله ﷺ .. 

🔷️لمَّا أسلَمَ سعد بن معاذ وقَف على قومهِ فقال : يا بني عبد الاشهل! كيف تعلمون أمْري فيكم ؟!  

 قالوا : سيدنا فضلا، وأيْمَننا نقيبة.

  قال : فإنَّ كلامكم علي حرام .. رجالكم ونساؤكم .. حتى تؤمنوا بالله ورسوله!! فما بقيَ في دارِ بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا!!

🔶️ذاتَ يومٍ أهديت لرسول الله ﷺ حُلَّة من حرير. فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها.فقال صلوات ربي وسلامه عليه  "أتعجبون من لين هذه؟! لمناديل سعد بن معاذ في الجنة، خير منها وألين"!!

🔷️ولمّا نقَضَت بنو قُريظَة عهدهم مع المُسلمينَ .. أرسلَ رسول الله ﷺ إلى سعد بن مُعاذ وحَكَّمَهُ فيهم .. فكانَ حُكم سعد بن مُعاذ  أنْ تُقتل. رجالهم، وتُسبَى نساؤهم وذراريهم، وكانوا أربع مئة.  فقال رسول الله ﷺ لسعد :" قَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ "

🔶️شهِدَ سعد بنُ معاذ غزوة بدرٍ، وأُحد، والخندق، وأُصيبَ يوم الخندقِ بسهمٍ، عاش بعدها شهراً ثم ماتَ شهيداً على إِثْره، وقد كان ذلك في السَّنة الخامِسة من الهجرة النَّبوية، وكان عُمره يومَها سبع وثلاثون عاماً، ودُفِن في البَقيع!!!

🔷️ولمَّا قُبِضَ سعد بن معاذ .. أَتى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ إلى رَسُولَ اللّهِ ﷺ فى جوفِ اللَّيلِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَنْ هَذَا الْمَيّتُ الّذِي  فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السّمَاءِ وَاهْتَزّ لَهُ الْعَرْشُ؟! قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ سَرِيعًا يَجُرّ ثَوْبَهُ إلَى سَعْدٍ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ!!! رضي الله تعالى عنه!!!

🔶️يقول النبي صلى الله عليه وسلم"جنازة سعد بن معاذ شيعها سبعون ألف ملك"...
🔷️ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم: "للقبر ضمة لو نجا منها أحد لكان سعد بن معاذ, 
🔶️ فكل شخص يدخل القبر يضمه القبر ضمة ضخمة ولا يشترط أن تكون هذه الضمة ضمة عذاب, ومن الممكن أن تكون ضمة رفق, أو أن تكون ضمة إحساس بألم مفارقة الدنيا, وهذه الضمة سيتعرض لها الجميع, ولو كان هناك شخص لن يضم هذه الضمة لكان بالتأكيد سعد بن معاذ..

🔶️عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه ، قال : لما انتهوا إلى قبر سعد ، نزل فيه أربعة : الحارث بن أوس ، وأسيد بن الحضير ، وأبو نائلة سلكان ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف . فلما وضع في قبره ، تغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسبح ثلاثا ، فسبح المسلمون حتى ارتج البقيع ، ثم كبر ثلاثا ، وكبر المسلمون ، فسئل عن ذلك ، فقال : " تضايق على صاحبكم القبر ، وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا هو ، ثم فرج الله عنه " 

🔹️🔸️وقد اهتز عرش الرحمن لموته  فيا له من أمر عظيم!

🔶️إن العرش خلق من خلق الله سبحانه وتعالى, 
🔷️وقد جعل الله له شعورا لحظة وفاة سعد بن معاذ, 
👈 وذلك مثل👇
🔶️ جبل أحد عندما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم"أحد جبل يحبنا ونحبه", , وكذلك عندما صعد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل أحد وكان معه عندها سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهم, فاهتز أحد لعلو وكبر مقامهم, وجبل أحد هذا ليس بالجبل الصغير بل سلسلة جبلية ضخمة, فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال"اثبت أحد فإن فوقك نبي وصديق وشهيدان", فثبت أحد...

🔹️🔸️فعرش الرحمن تفاعل مع موت سعد بن معاذ فاهتز لموته! ياه!..

👈وهل تعلمون ما هو عرش الرحمن؟

🔶 ️يقول النبي صلي الله عليه وسلم : ما السموات السبع والأراضين السبع  بالنسبة للكرسي إلا كحلقة  القيت في فلاة وما الكرسي بالنسبة  للعرش إلا كحلقة القيت في فلاة كل ذلك يهتز بموت سعد. 

🔷️ ويقول كل من ابن تيمية وابن القيم أن هذا الأمر بسبب فرحة الملائكة حملة العرش "... ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"الحاقة:١٧ 

  فمن فرحة ملائكة السماء لصعود سعد اهتز العرش لفرحتهم. 

🔹️🔸️وانظروا إلى تعجب الصحابــة رضي الله عنهم أجمعين عند حمل جثمانه رضي الله عنه 

🔶 ️أثناء حمل سيدنا سعد بن معاذ وقد كان ضخما طويلا وكان أبيض اللون جميلا, فأثناء حمل جثمانه كي يدفنوه لماذا كان خفيفا جدا مع أنه ضخم,تعجبوا فقالوا: ما هذا؟ نجده أخف ما يكون يا رسول الله وما عهدناه هكذا..

🔷️ فقال النبي:" لأنكم لم تحملوه وحدكم, حملته معكم الملائكة". ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ليصلي عليه  فقال صلى الله عليه وسلم:"يملأ المسجد الملائكة"..
🔶️ودفن سعد بن معاذ فى البقيع و أثناء دفنه كان يتصاعد الغبار و معه رائحة المسك لدرجة أن النبى صلى الله عليه و سلم ظل يبتسم و يقول سبحان الله سبحان الله فيقول الصحابه فبكينا عند قبره من جمال رائحة المسك التى تتصاعد من قبره .

        🔸️🔹️ما هذا؟ كل هذا في سبع سنوات فقط!!!..

🔷️ وتأتى أمه فتبكي لموته بكاء شديدا, وتبدأ تعدد في صفاته الجميلة, رثاء جميل,
  
    🔸️🔹️ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:"كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ"..فمهما قيل لن يكفي..
          🔹️🔸️ ثم نظر النبي إلى أم سعد وقال:"ليرقأ دمعك, وليخف حزنك, فإن الله يضحك لابنك الآن".. 
    
🌿🌿 استودعكم الله في الحلقة القادمة نستكمل باقي القصة ونتعرف ماذا فعل "سعد بن معاذ " حتى وصل إلى ما وصل إليه 🌿🌿

المصادر /
📚 كتاب السِّيرة / لابن هشام
📚 كتاب  السِّيرة / لابن إسحاق 
📚 كتاب  فضائل الصَّحابة / للإمام أحمد بن حنبل