كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

سلسلة فلسطين للدكتور راغب السرجاني: بتصرف (4)

كتاب القدس

*🇵🇸سلسلة فلسطين - ٤*

 للدكتور راغب السرجاني (بتصرف)

 

*واجب المسلم تجاه فلسطين*

 

الأمر الذي تحتاجه القضية الفلسطينية هو تحريك القضية الآن وليس غدا بالمفاهيم الصحيحة، بمعنى الدفاع ضد المؤامرة الفكرية.

تذكرون أن قضية فلسطين قد خمدت فترة من الزمان، لكن الله أراد أن تحرك مؤخرا، ولابد أن نشكر هذه النعمة، وشكر النعمة يكون باستمرار تحريك القضية.

 

فعندما تقابل شخصاً تكلمه عن قضية فلسطين، تتحدث في كل الدوائر المتاحة: دائرة البيت، دائرة الأهل والأقارب، دائرة الأصدقاء، دائرة العمل، كذلك بعض الدوائر السطحية التي تلتقي بها قدراً دون ترتيب. من الممكن أيضا بكل وسيلة متاحة إلكترونية كانت أم غير ذلك، ومناصرتك لمن يتكلم في القضية مع آخرين هو نوع من تحريك القضية.

ولماذا نقول الآن وليس غدا؟ لأن الوقت ليس في صالحنا كأفراد، وليس في صالح القضية الفلسطينية، لأنه مع مرور الوقت يزداد الألم الفلسطيني، وتزداد القوة اليهودية، ويزداد التبجح اليهودي، ومع مرور الوقت يزيد عدد الشهداء وتزداد المستوطنات، وتزداد الهجرة اليهودية للأراضي الفلسطينية.

 

ومع مرور الوقت يحدث إلف المأساة. يتعود المسلمون على منظر دماء الشهداء، ومنظر الجرحى، ومنظر الأمهات الثكالى، ويتعودون على منظر الهدم والتجريف، فلا تتحرك ولا تتأثر المشاعر كما كانت تتأثر، إذاً: الوقت ليس علاجاً وليس مصلحة لقضية فلسطين.

يا ترى! ماذا سنعمل لو متنا في هذا الوقت، وسئلنا عن نصرتنا لقضيتنا؟ أليس الأفضل أن نجهز إجابة لهذا الوقت وبسرعة؟ 

وهنا يجب أن نعلم أن الأمة الإسلامية كيان واحد وجسد واحد وروح واحدة (مثل المسلمين في توادهم، وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. فلا يجب أن ننساق وراء مؤامرات العدو بالتفريق بين الأمة الواحدة بالحدود على الأرض، ثم تطور الأمر فأدخلوا الفرقة في قلوب المسلمين حتى أصبح المسلم في بلد إذا ساعد مسلماً في بلد آخر يعتبر ذلك تفضلاً منه ومنةً على الآخرين، هذه والله حقوق وليست فضائل مثل حق الفقير في مال الغني (الزكاة).

 

وبهذا المفهوم مفهوم الجسد الواحد تستطيع أن تفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الطبراني (لا يقفن أحدكم موقفاً يضرب فيه رجل ظلماً، فإن اللعنة على من حضره، حين لم يدفعوا عنه)، ونحن في هذا الوقت لا توجد عندنا حجة، نرى ضرب الفلسطينيين بالرصاص والصواريخ والقنابل على الشاشات والإنترنت وواجب علينا القيام بواجبنا عذرا إلى الله.

 

تكلمنا عن تحريك القضية، وتكلمنا عن الآن وليس غدا، ويتبقى أن نتكلم عن المفاهيم الصحيحة.

39
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس