كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

قصص من القرآن قصة إبراهيم عليه السلام الحلقة السادسة

قصص من القرآن قصة إبراهيم عليه السلام الحلقة السادسة

◼السلام عليكم ورحمة الله وبركاته◼

     📖قصص من القرآن 📖

📃قصة إبراهيم عليه السلام📃

    📝الحلقة السادسة 📝

🔷️هجرة إبراهيم عليه السلام🔷️

🔶️توقفنا في الحلقة السابقة عندما أدرك إبراهيم عليه السلام أن أحدا لن يؤمن بدعوته.⬅️ قرر الهجرة.
    وقبل أن يهاجر، دعا والده للإيمان، ثم تبين لإبراهيم عليه السلام أن والده عدو لله، وأنه لا ينوي الإيمان، فتبرأ منه وقطع  علاقته بهم . 
🔷️ونلاحظ أنه من فرط طيبة قلبه عليه السلام وحبه لقومه وعطفه عليهم فإنه لم يدعُ الله أن يُهلكهم أو يعذبهم وإنما فارقهم عليه السلام إلى ديار أخرى

👈للمرة الثانية في قصص الأنبياء نصادف هذه المفاجأة.
🔷️في قصة نوح عليه السلام 👈 كان الأب نبيا والابن كافرا،
🔶️ وفي قصة إبراهيم عليه السلام 👈كان الأب كافرا والابن نبيا، 
🔷️وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله رغم كونه ابنه أو والده،
🔶️ وكأن الله يفهمنا من خلال القصة أن العلاقة الوحيدة التي ينبغي أن تقوم عليها الروابط بين الناس، هي علاقة الإيمان لا علاقة الميلاد والدم.

👈 قال الله تعالى : {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) } العنكبوت
👈 وقال تعالى : {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ } [ الأنبياء : 71 - 73 ] . 

🔷 ️لما هجر قومه في الله ، وهاجر من بين أظهرهم  وكانت امرأته عاقرا لا يولد لها ، ولم يكن له من الولد أحد ،و معه ابن أخيه لوط بن  هاران بن آزر
🔶️ وهاجر إلى بلد يتمكن فيها من عبادة ربه عز وجل ودعوة الخلق إليه ، والأرض التي قصدها بالهجرة أرض الشام ، وهي التي قال الله عز وجل : إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين 
🔷️هاجر إبراهيم عليه السلام من أرض بابل بالعراق إلى بلاد الشام؛ الأرض المباركة كما قلنا سابقاً ، وطوال هذا الوقت وخلال  هذه الرحلات كلها، كان يدعو  الناس إلى عبادة الله، ويحارب في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس، ويهديهم إلى الحقيقة والحق.
🔶️ ثم ما لبث أن تركها وهاجر إلى مصر. وكان يحكم مصر في هذا الوقت رجل جبار من الجبابرة المتكبرين المتسلطين على الناس.. 
🔷️فكان هذا الملك الجبار كلما سمع بامرأة جميلة أرادها لنفسه فإن كان لها زوج قتله حتى يأخذها لنفسه، وكان إبراهيم عليه السلام يعلم بأمر هذا الملك الجبار فأخبر زوجته سارة بأمر هذا الجبار وطلب منها أن تقول إن سألها هذا الملك عن قرابتها بإبراهيم عليه السلام أن تقول إنها أخته.. 
🔶️وقد قصد إبراهيم عليه السلام أن سارة أخته في دين الإسلام.. وهذا من المعاريض التي تجوز أو ما يُسمى بالتورية وهو أن تأتي بكلامٍ له معنيان؛ معنى  قريب، ومعنى بعيد، فالسامع يتوهم أنك تقصد المعنى القريب، وفي الحقيقة أنك تقصد المعنى البعيد. والأصل في مشروعيتها قوله صلى الله عليه وسلم: «إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب» (رواه البيهقي في (السنن الكبرى): [10/199]).
🔷️ وبالفعل حدث ما كان يخشاه إبراهيم عليه السلام.. فقد أخبر أحد أتباع هذا الملك أنه قد دخل رجل ومعه امرأة جميلة أرض مصر.. فأرسل هذا الملك   الجبار إلى إبراهيم عليه السلام يسأله عن سارة فقال له إنها أخته ولما ذهب إليها إبراهيم طلب منها أن تخبر الملك أنها أخته.
🔷️ وأرسل هذا الملك الظالم جنوده إلى سارة ليحضروها فذهبت معهم فلما سألها عن إبراهيم أخبرته بأنها أخته..
🔶️ فحاول هذا المتعجرف أن يمد يده ليمسها بسوء فشلّ الله يده فلم يستطع أن يحركها.. فلما رأى الملك ذلك طلب منها أن تدعو الله أن يفك عنه ما هو   فيه ووعدها بألا يؤذيها، فدعت سارة الله سبحانه وتعالى فرجعت يد الملك كما كانت، 
🔷️ عاد هو في وعده وأراد أن يقترب منها مرة أخرى فشلّ الله يده ..فتوسل إليها أن تدعو الله أن يفك عنه... فدعت الله  ففرج عنه. 
🔶️فلما كانت المرة الثالثة التي أراد أن يقترب منها فشل الله يده فطلب منها أن تدعو الله وألا يمسها بسوء ففعلت.. فخاف هذا الملك وعلم أنه لن يقدر     على الوصول إليها.. فتركها تذهب وأعطاه خادمة لتخدمها وهي السيدة هاجر. 
🔷️وفي أثناء ذلك كان إبراهيم عليه السلام يصلي ويدعو الله جل وعلا أن يحفظ زوجته من بطش هذا الجبار.. 
🔶️فلما عادت سارة سالمة سألها إبراهيم عليه السلام عما حدث فأخبرته ما جرى وأخبرته أن هذا الملك أعطاها خادمة  لتخدمها وهي السيدة هاجر . 
🔷️وبهذا نجَّى الله سبحانه وتعالى إبراهيم وزوجته السيدة سارة من هذه المحنة العظيمة.. 
🔶️ وقد وردت هذه القصة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ورواها البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهن في ذات الله عز  وجل قوله: {إني سقيم}. وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}.  وقال: بينا هو ذات يوم وسارة، إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي، فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي، فلا تكذبيني، فأرسل إليها، فلما  دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ، فقال: ادعي الله ولا أضرك، فدعت الله فأطلق. ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت فأطلق، فدعا بعض حجبته، فقال: إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما أتيتموني بشيطان،  فأخدمها هاجر، فأتته وهو يصلي، فأومأ بيده: مهيم؟ قالت: رد الله كيد الكافر، أو الفاجر، في نحره، وأخدم هاجر». قال أبو هريرة: تلك أمكم، يا بني ماء السماء (رواه البخاري في صحيحه).

🌿🍁أستودعكم الله وفي الحلقة القادمة بإذن الله نستكمل باقي قصة إبراهيم عليه السلام  ومولد ابنه اسماعيل🍁🌿

            🌿🍁🌿🍁🌿🍁🌿🍁🍁🍁🍁🌿🍁🌿🍁🌿🍁🌿🍁🌿
 
المصدر : البداية والنهاية لأبن كثير

8.6K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس