أسباب يضمن لك تحقق السعادة

السعادة غاية كل نفس. 

نعم مما لا شك فيه؛ فإن السعادة مطلوب كل إنسان، ومهوى كل وجدان، السعادة تاج يزين القلوب، ونور يضئ للسالكين الدروب، فما هي السعادة؟، وهل تحقق للإنسان مراده؟.. 

السعادة أمر نسبي: 

نجد السعادة عند بعض الناس تتعلق بأمور تعبدية، ومجالاتها محصورة في الأفعال القلبية، انظر إلى قول فيلسوف الصوفية:

(ابن عربي)حين يقول: 

ما مر ذكرك إلا وابتسمت له

                     كأنك العيد والباقون أيام

أو   حام  طيفك إلا طرب أتبعه

                 أنت الحقيقة والجلاس أوهام

فقد يمضي قطار العمر بأحدنا ولاندري،أعشنا الحياة، أم كنا نبحث عن الحياة في عيشنا؟! 

والسعادة عند الطفل في حلوى يزدردها، أو لعبة يلهو بها، بينما السعادة عند عذراء حالمة، فتى لأحلامها وحياة سالمة!! 

التجاهل أحيانا سبب للسعادة. 

تجاهل يا عزيزي.. تجاهل ما يضرك، واحرص على الابتعاد، فإنك إن وقفت للشخص على كل واردة وشاردة، لن تبقي لك صديقا ولا جارا أو كرهتهم، لذا تجاهل... تسلم، تجاهل... تغنم. 

الحب مفتاح السعادة. 

أحبب عدوك هونا ما.     

                           عسى يكون صديقك يوما ما

فمثلما يتطلع الجميع بأبصارهم نحو السماء في الليلة الظلماء، باحثين لأبصارهم عن شعاع أمل يلوح في الأنحاء، كذلك يأتي ذكر الحبيب على القلب، فيجلو ظلامه، ويبعث في الروح حلو كلامه، فالحب يفتح نافذة من السعادة والفرح والبشر، يرقى به المحب للسماء ولا يعرف القهر، 

يقول جلال الدين الرومي: 

"السلام على الضاحكين وفي قلوبهم سنين بكاء، أولئك الذين قرروا العيش ولم تحالفهم الحياة بعد" 

اصنع سعادتك: 

ابدأ بنفسك فاحرص على تجميلها، وتعهدها دوما وابغ تكميلها، واسلك سبل الخير والنجاة المعروفة، تصل لبر الأمان بلا شك وكما قال الشاعر: 

تبغي النجاة ولم تسلك مسالكها

             إن السفينة لا تجري على اليبس

واعلم-أعزك الله- أن الحب هو ذلك الترياق الساحر، والإكسير القادر، فهو الذي يحول المر حلوا، والكدر صفوا، والعسير سهلا، والتراب تبرا. 

ابدأ بأن تحب نفسك، وحبك لنفسك بأن تحفظها عما يشينها، و أبعدها عن كل ما يهينها، انج بنفسك من فساد في الدنيا الفانية، وعذاب في الدار الباقية. 

وختاما أكرر على مسامعك 

تجاهل أولئك الذين يحبطونك

والذين يسببون لك الخوف والحزن، الذين يحاوطونك في كل أمر ويدفعونك جاهدين نحو المرض والموت.، واحفظ عني مقولتي" 

"جميعنا كبشر سنلقى نفس المصير المحتوم،و ليس أمامنا سوى الموت المقسوم، فكن حريصا وأنت في سعيك للعيش الرغيد، أن تكون سببا في بؤس أحد من أولئك العبيد. "