كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

من السعيد حقا الغني أم الفقير?

كتاب القدس

      إذا قلنا أن السعادة هي أموال كثيرة وسيارة تسابق الريح وبيت فخم وجميل،فلماذا نجد الغني ينام بالأدوية وهو مفترشا أنعم فراش، وفقير ينام قرير العين وهو مفترشا حصيرا،فهل السعادة حقا في الماديات؟وإذا كانت كذلك فهل سألت غنيا يوما وقال لك أنا سعيد جدا ياصديقي؟أبدا فمعظم الأثرياء أقل سعادة وأكثر بؤسا وهما.

صحيح لم أجرب بعد حياة الغنى ولم أعش دوره في هذه الحياة ولكن في بعض الأحيان ربما جربت السعادة فأحيانا تكون سعادتنا في أقل مانملك ويكون بأسنا في أكثر ما نملك.

إن الجميع يتحدثون عن السعادة كمفقود وليست كموجود وإذا كانت السعادة تقدر بوجودها؛فكم هي نسبة الأشخاص السعداء في العالم؟وإذا كان هناك نسبة  فهي اعتبارية فقط ولا نلحظها في حياتنا اليومية.

في كل يوم وكل صباح نجد الجميع هب لمصالحهم فكل له دور يؤديه،ولكن هل يبحثون عن السعادة أم أنهم يبحثون عن مسميات أخرى؟

وأثناء رحلة بحثهم هذه فهل وصل بعضهم لمسمى السعادة؟وأين وجدوها من حياتهم؟

نسب الانتحار والاكتئاب كبيرة جدا في كل عام ينتحر المئات ويصاب الآلاف بالإكتئاب ربما يصل بهم الأمر إلى الإصابة بأمراض نفسية حادة والسؤال المحوري دائما إذا كان الغني يعاني من الأمراض النفسية أكثر من الفقير فهنا نقول أن الفقر والغنى لا علاقة لهما بنفسية الشخص أو بسعادته ربما بعض الرفاهيات تشعرنا بالكمال المادي ولكنها نشوة مؤقتة ثم تصبح كغيرها،هناك من سيخالف رأيي ويقول أن السعادة مرتبطة بالمال وأنا أقول له:لماذا أكثر الناس ثراءا ليسوا سعداء؟ وأن همهم الوحيد هو السعادة ولكنها صعبة المنال بالنسبة إليهم؛فإشكالية السعادة تقف عائق بين راحتهم النفسية وهذا ما ينجم عنه عوارض نفسية.

أنا أقول أن السعادة شيء معنوي تجلبه القناعة بما لدينا فإذا كان الفقير راض بحياته شاكرا لله على نعمه وهنا لا نقول له لا تعمل وابق فقيرا ولكن نقول له لا تتذمر من وضعك ولا تسخط فإن السخط إعتراض على إرادة الله،وإذا كان الغني لا يقارن سعادته بماله بل يقارنها بحاجة الناس إليه وهوأضعف مايكون فالله أنعم عليه ليكون شاكرا منفقا وبذلك تتحقق سعادته بسعادة غيره.

وتبقى السعادة حلقة مبهمة يدور فيها الغني والفقير وكأنها توحي بالتساوي بينهما وأن لا فضل لأحدهما على الآخر وهذه إرادة الله تعالى في خلقه ولله في خلقه شؤون.

      بقلم: أحلام

 

34.7K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس