كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار

رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار
 
 

التقديم: 

 
تمضي بنا ايام وليالي شهر رمضان المبارك سريعة في خطاها، نحاول أن نعيش اجواءها الإيمانية وروحانياتها ونفحاتها إلتى نبهنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما قال فيما معناه ، إن في أيام دهركم نفحات ، ألا فتعرضوا لها ، فتتحقق لكم السعادة وتنزل عليكم رحمة الله سبحانه وتعالى ، 
 
 

فرصة الطاعة والقرب من الله

 
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الصلاة إلى الصلاه والجمعه الى الجمعه ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر، اذن هناك مواسم للطاعه ونفحات ايمانيه يمتن بها علينا المولى تبارك وتعالى لنستفيد منها فما بين الصلاة الى الصلاة وما بين الجمعه الى الجمعه وبين رمضان الى رمضان كل هذه اوقات ينبغي ان نتقرب فيها الى المولى سبحانه وتعالى بالطاعه والعباده لعلنا نستفيد، و تتنزل علينا رحمات الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الاوقات وفي مثل هذه المواسم الإيمانية.
 

 جوهر العبادة

وجوهر العبادة والصدق فيها يتحقق لنا اذا ايقنا إن الدين يتحقق بالمعاملة الحسنة مع الكائنات حولنا ، وان العبادة التى يقبلها الله تبارك وتعالى إنما هي العبادة المقترنة بحسن المعاملات ، واننا نخطيء كثيراً عندما نعتقد أن الدين هو آداء للشعائر المفروضة فقط ، بمعنى أن نقيم الصلاة في أوقاتها، وأن نصوم شهر رمضان ،وبعض الأيام التى أشارت إليها السنة النبوية المطهرة ، وان نقرأ القرآن الكريم، قراءة عابرة ، بلا فهم ولا تدبر ، وأن نؤتي  الزكاة وندفعها في أوقاتها المقررة ، وأن نؤدى فريضة الحج والعمرة ، وأن تلهج ألسنتنا ، بقول لا إله إلا الله ، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .  لا يا عزيزي ، إن هذه عبادات شعائرية ، وبالتأكيد هي فرائض ، سنحاسب على تركها ، وعدم اقامتها أن لم نؤدها ، وسنجازى على أدائها في وقتها ، وبشروط إقامتها ، كما علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه العبادات الشعائرية ، لن نمنح ثوابها وجزاءها كاملا ، إلا إذا تزامنت ،وتوافقت مع مبدأ ومفهوم الدين المعامله.
 
 

الدين المعاملة :

 
اذن يجب على المسلم الحق ،ان يحقق جوهر العبادة التي أرادها الاسلام ، من خلال الجمع بين العبادات والمعاملات ، حقا إن الدين المعاملة، هذا هو المبدأ ، الذى علمنا إياه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
إننا لن نجني ثمار أدائنا للشعائر مع سوء معاملاتنا في المجتمع الإنساني ،فلن تصح العبادات ونحن نظلم ، ونؤذى ، ونكذب ،ونتطاول بالسب والنميمة على الآخرين. 
إن  انتمائك الشكلي للدين هو بينك وبين الناس .. و أما الصدق والإخلاص فهما سر بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى ، الذي يعلم السر وأخفي .
 

 العبادة الصحيحة والصادقة:

 
، لابد أن نعرف جيدا أن جوهر الدين هو الاستقامة ،  والمعاملة الحسنة ، إن جوهر الدين ، الرحمة والصدق والإخلاص في السر والعلن ، جوهر الدين هو الالتزام ، والوفاء بالوعد والعهد ، جوهر الدين هو غرس القيم الإسلامية والإنسانية في نفوس الأبناء ، وتربيتهم على الصدق وحب العلم والعمل ، وقيم العمل الصحيحة ،جوهر الدين ان تكون الأسرة المسلمة ،زوجا وزوجة وابناء ، وأقارب ، وجيران ،ان نعكس قيم الحب والاخلاص والجمال .
 
 

الأسرة والمجتمع في ظلال الايمان :

 
كما جاءت السنة النبوية تحث على كل هذه القيم التى توجد الفرد والأسرة والمجتمع المتكامل في أن يؤدى كل فرد دوره ، دون رقيب ،إلا نفسه ، وتحقيقا لمعنى الآية الكريمة " كل نفس بما كسبت رهينة ".
إن جوهر الدين أن نحقق مفهوم الحلال وان نتجنب الوقوع في الحرام ، وان نعى مفهوم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيما معناه " الحلال بين والحرام بين ، ومن اتقي الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه. إن جوهر الدين حسن الخلق ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
"إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " 
 

 وختاما :

 
 
نقدم لكم التحية والتهنئة مع ظلال أيام وليالي رمضان المبارك ، ومطلوب منا أن نعيش في اجوائه ونفحاته الإيمانية ، حتى يتقبل الله منا الصيام والقيام وصالح الاعمال ، أنه ولي ذلك والقادر عليه ، ربنا هب لنا من لدنك رحمة ،وهييء لنا من أمرنا رشدا ، وصل اللهم وسلم وبارك على  سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الأخيار
  وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين.
30.6K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس