هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا

مشروعية الزكاة :

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد 

الزكاةهى الركن الثالث من أركان الإسلام وقد ثبت فرضها بالكتاب والسنة النبوية ولا خلاف على وجوبها على كل مسلم أدرك جزءًا من شهر رمضان

ولكن وقع الخلاف بين الكثير فى نوع إخراجها وخاصة هل يجوز إخراجها نقداً على ثلاثة أقوال

الأول:

المنع والتحريم واستدلوا بحديث ابن عمر: ( كنا نخرجها على عهد رسول الله صاعا من تمر أو صاعا من شعير)

الثانى:

الجواز وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة وسفيان الثورى والبخاري وعمر بن عبد العزيز واستدلوا بإقرار النبى وحديث معاذ ( أن معاذا أخذ من أهل اليمن اللبيس والثياب وقال هذا أنفع لأصحاب رسول الله)

وقد وافق البخاري الاحناف رغم كثرة مخالفته لهم وأيضا بفعل عمر بن عبد العزيز عندما أرسل عامله بأن يأخذ منهم القيمة فى زكاة الفطر روى ابن أبى شيبة فى مصنفه تحت عنوان باب إعطاء الدراهم فى زكاة الفطر 

وممن قال بإخراجها نقداً الحسن البصري فقد روى عنه ابن أبي شيبة ( لا بأس أن تعطي الدراهم فى صدقة الفطر ) وهو قول أبى إسحاق السبيعي

ورأى القرطبي صحة هذا الرأي حيث أورده فى تفسيره لآية مصارف الزكاة

بل روى عن معاوية بن أبي سفيان قوله ( لا أرى مدين مدينة من سمراء الشام تعدل صاعا من تمر)

الثالث :

جواز إخراجها مالا إذا دعت الحاجة إلى ذلك وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى كتاب الفتاوى الكبرى الجزء الحادي عشر حيث قال ( أما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة الراجحة أو العدل فلا بأس)

الراجح من الأقوال:

والذى يترجح عندى الرأى الثالث لتحقيق مقاصد الشريعة فمتى اقتضت الحاجة وكان الانتفاع بالمال أكثر من الطعام يكون إخراج زكاة الفطر نقدا أولى وحال الناس اليوم يقتضى الاحتياج للمال أكثر وذلك يجعل الفقير مخيرا بين شراء الطعام أو غيره مما يحتاج إليه تحقيقا للمصالح المرسلة على ما هو معروف فى أصول الفقه

والله أعلم وأعلى

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين