زلزلْ حياتي زلزلة في الليل كانت أسئلة وجرى الجواب على الشفاه مبللة وصليل ريحٍ في السماء مكدسٍ والسحب ضنَّت بالمياه المنزِلِة والأرض شقَّقها الهجير بلوعة تدعو الإلهَ بلهفة أن ينزله وتكوَّرتْ كتل الدموع بمقلتي والقلب تعصفهُ الرياح المرسلة إن كان بعثي في الحياة الآخرة سيعيد للحب المتيم بيننا قصصا تنوءُ بحملها يعض القلوب الآفلة ويذوب في شوق المحبِّ مرنما سأذوب شوقا للنفير القادمِ هل تسمعين
بالباب جاءتْ راحلة
لا تبكينَّ على الحياة الزائلة بل فافرحي أو فامرحي وتطبَّبي, أسبابُنا لا ترتقى القولُ عنها جاهلة هيَّا ارتدى ثوب الحياة بقوةٍ يا شامُ أين القافلة؟ إنِّي أراها نجمةً و على الأرائكِ مقبلة فضعي النقاط على الحروف المرسلة هيَّا اجأري الله يسمع همسكِ والأرض تنقل شكوكِ عند السجود فأقبلي شرَّا نرى خيرا نرى مثقال حبة خردلٍ وكفاكِ طرح الأسئلة
سامح لطف الله
يا جدِّي
غَنِّي معي جِدِّي وقمْ واطربْ فؤادي ضحكة ولصدري ضُمْ هذي العروس تريد منِّي رضعةً جف الحليب بصدر أُمْ هاتِ القروش لأشتري لبنا لنا أم يا تري أنا مثلها نَذَرْتُ صَوْم فتشت جيبك لم أجد قرشا يغنِّي أوْ يناديني هّلُمْ النيل جفَّ أم المتنبع سُدَّدت أمْ أنَّ قحطا قد أتى؟ ونريد يوسفَ أنْ يلُمْ الماءُ يهربُ منْ يدي وأريدُ هاجرَ أن تَزُمْ سبعٌ عجافٌ قد أتَتْ فاحفظ سنابل لوعتي فسيأتي يَوْم تغدو العروسة هيكلا وأصيرُ رَمْ
سامح لطف الله
لم تعودي؟
لن تعودي؟ رغم أن العمر ولَّى؟ رغم أن الشوق صلَّى ساجدا يدعو الإله راكضا خلف السرابِ أن تعودي تزهر الدنيا ورودي دفء حبك يحتويني جارت الدنيا فعودي لن تعودي؟ انحنى ظهري فميلي ينتشي دهري جميلا والطيور الزغبِ تشدو صوتها يشفي العليلَ إن تعودي
سامح لطف الله
الفجر الجديد الحقْدُ يملأُ قلبَكمْ والنار تجري في الوريدْ هل تقتلونَ بمصْركمْ نبض الحياة بِمِعْوَلِ الهدم الشديد هل تمسحون الخير والصوت الوليد؟ هل عاد عصر الجهل ينفث سمَّهُ؟ ويقود درب القتل والتفجير أصواتٌ تميد صَبَأَ الوليد ومثلُهُ منْ يطلب الزمن البعيد احسب حسابك من جديد فالنار لم تُرْهِبْ منانا لن نحيد سنسير رغم أنوفكم صوبَ العلا وسنخطف الفجر الجديد
سامح لطف الله
لا شيئ
تلك الدنيا الكبرى وهذا السفح الواسع وسط جبال الزيف الأكبر وسط تلال العنف الساخر وسط بحار الدم القاني أبحث عن جزرٍ أنفلُّ اليها تسكن منِّي الربع الخالي وضلوع الصدر المتقلِّص ضاقت والتفت تحمي نقطة صبر وجبال تتمخض عن فأرٍ أسود بعد سنين الحمل العجفاء صار الكون رياء وسط زحامٍ جارف أبدو وحيدا داخل قفرٍ خالٍ لا زرع ولا ماء وحصان الأمل الجامح مرَّ بسرعة برق لم يترك كوة ضوءٍ داخل أكوام الهم ترك الأحلام المبتورة تبحث عن لا شيئ
سامح لطف الله
سهم القلب
ويسكن تحت أجنحتي خلايا الضعف تملكني تكابر في مجادلتي ويعلو الصوت يجرفني أسلم كل أسلحتي لرمش العين يذبحني ويخطف شدو أناتي بليل الهجر أرقني يذيب العشق ذراتي ونيل الشوق بعثرني ألملم نفسي ضائعةً وحسرة هُدْبِ تسبقني وتبقى بعض ذراتي تجوب الأرض تزرعني بأشجارٍ ومورقة وفوق الجذع يرسمني ويبقي السهم والقلب عزاءً طلَّ يفرحني
سامح لطف الله
عروس النيل
حفلُ زفافك كان الأروع كان الأجمل بل والأحلى حين يلامس خمر شفاهك ماء النهر يتورد خد الوادي تحمل كل إناثِ القمحِ سنابلْ تسري ببدن الحب مياهكْ تختلط الأنفاس بين الرمش وآخر ينبع شلال دموع فيفيض النهرْ ويعم الخير الأرجاء يتماهى وجه الوطن الباهي أفراح شموخ وتطل العزة من كفيه من وجه الوطن يفر عبوسْ وتزغردُ أفراح النيل بوجه عروس زرعت للوطن المتنامي قلب الأبدية
سامح لطف الله
اهدنا اهدنا ربَّنا واهدنا واسقنا من رياض المنى شوقنا للقا قد دنا قد حملنا قلوبا هنا واغتسلنا بماء السنا واستجرنا بعفو الحمى ذنب جهل لنا مسَّنا فاعفُ عنَّا ذنوب الهوي وامحْ ذنبا ترفقْ بنا في ليالي الدجى سجدةٌ طاوعتني دموعي أنا ربَّنا لا تكلني هوى قد أضاع طريق المنى ها بذنبي أبوء الرجا قلتها واستكانتْ هنا علَّهاَّ دعوةٌ تَرْتَقي والسماءُ العلا دَوِّنا وافَقَتْ لحْظَةَ قدِّرَتْ مِثْلَ أيُّوبَ "ضُرٌّ بنا" قَدْ كَشَفْنا بلاءً بهِ واستجبْنا لمن ودَّنا واستجبنا دعاءً سرى أو غفرنا لمن قد دنا إنْ تهرْوِلْ لنا سرعةٌ إنْ تبادرْ جري خطوتا اهدنا ربَّنا واهدنا واسقنا من رياض المنى
سامٍح لطف الله
للفجر نسيم يوقظني للفجر نسيمٌ يوقظني يهتِكُ أسراري الليلية راودني اليأس لأترك حلمي فتعلَّقْتُ بأهدابِ الحُرِّية واستعصمتُ بخيطٍ باقٍ قبسٌ من نورٍ في أرضِ فلاة ونهارٌ يوشكُ أنْ يولدْ يحتاجُ لجذوةِ نارٍ أو يجدوا في النارِ هداهمْ لنْ أترك ذئبا يحملُ قنديلي يرميني بفتاتِ موائدْ يلقيني البحر الهائجْ يتناسى حتَّى المجدافْ يخدعُ كلَّ الحُرَّاسْ بالمالِ ووعدٍ معسولْ والوجهُ الظاهرُ منهُ يغطّيهِ قناعٌ ويُلَوِّحُ هذا طوقُ نجاهْ يا نوحُ بمرْكبكَ المتكسِّرْ لن تنقذَ أيّ حياةْ إن وصلَ الشطَّ بمعجزةٍ ملأ الشطَّ قِبابِ سجونْ يحميها أعتى الحرَّاسْ انثُرْ أملاً فوق الماءْ قد يأتي وليدٌ من صُلْبِكْ يرفعُ أعَلَامَ الحرِّية للفجرِ تسيمٌ يوقظنا يهتِكُ أستارَ عبوديَّة
سامح لطف الله
جبل الصمت
جاء النواح تفتحت كل الآذان المقفلة ذبلت زهورٌ أينعت والعين تنظر ذاهلة أو لن أرى؟ تلك العيون المقبلة؟ والموت يخطف بسمةً ولطالما ضحك النسيم لضحْكها واللمعة الوضّاءُ تقتل مهجتي تمضي وتترُكُ لوعتي سحقت سنابك شعرَها الهفهاف كلَّ مشيئتي ومَضَتْ إلى جبلٍ صَمُوتٍ وانزوتْ لمْ يبقَ إلا خَطْوَها الممشوقِ دَقَّاً أو دماً في القلبِ يسري مُرْغما حِفْظاً لروحٍ شُيِّعَت فَلَرُبَّما ذكرتْ مناقبُ صفوتي ليْلَ الهوى ومدامعي عهداً مضى تدعو لها تَتَرَحَّمُ
سامح لطف الله
كتف بكتف
عايزين ساقية مصر تدور وتلف؟ عايزك تيجي معايا كتف بكتف تملا سباخ في غبيطك أملا كيزاني في شنف يملا القمح زكايب روحك يختفي نوحك ولا هـ تنهنه ولا هـ تنف ولا تخوتني بصوت عياطك باطي ف باطك لجل الحمل يخف قفِّل صُحُفَك واطرد بومك لوِّن يومك دمَّر كسلك قوم من نومك خلِّي الحبر يجف عايزين ساقية مصر تدور وتلف؟ يلَّه معايا كتف بكتف