(عندما تتباري الطعميةالمصرية والكبسة السعودية)
(إسقاط على مباريات الفرق المصرية والسعودية )
توطئة:
من نعم الله وفضله أنني قضيت عمري للآن مناصفة بين مصر والسعودية.أدين لمصر بلدي أم الدنيا بوطنيتي،أفديها بها بروحي ودمي،أما مواطنتي فالسعودية تستحوذ على أعلى وأكبر قدر منها،بها أصون عزها وكرامتها،وبها أحافظ على مرافقها وتحضرها،ومن خلالها ادعو الله لها ولمصر أن يحفظهما من كل مكروه وسوء.
تقديم:
يمتاز الشعب المصري بين الشعوب العربية بأنه أهل علم وحضارة،فيما يمتاز الشعب السعودي بأنه أهل دين وطمأنينة.غير أن الشعبين يشتركان في صفة واحدة وهي خفة الدم،وهذا ما بات واضحا في كل نزال يدور بينهما قبل وبعد أي مباراة لكرة القدم تدور بين اي فريقين في كلتا الدولتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
ما بين الطعمية والكبسة:
البداية كانت من جمهور أحدي الفرق السعودية في مباراة لهم ضد أحدي الفرق المصرية،وبنشوة الانتصار نعت الجمهور السعودي الجمهور المصري تهكما على هزيمته بغناء وتلحين جملة (الطعمية باظت)في إشارة منهم إلى الطعام المحبب للشعب المصري حتي أنهم كثيرا ما يصفوه بأنه (شعب الطعمية).
تلقف الجمهور المصري الفكرة وغير في محتواها وتفنن في تلحينها وبدا ينعت بها الجمهور السعودي حال كل هزيمة تمني بها الفرق السعودية أمام الفرق المصرية،ومن هنا بدت للعيان جملة(واحد اثنين الكبسة راحت فين) في إشارة منهم إلى الطعام المحبب للشعب السعودي ،حتى أنهم كثيرا ما يصفوه بأنه (شعب الكبسة).
وبعدها أصبح الجمهور السعودي والجمهور المصري يتفنن كليهما في هذه الشعارات التى لا تخرج عن كلمتي(طعميةوكبسة).وقطعا لا تخرج قيد انملة عن حدود اللياقة والأدب والاحترام.
السعوديون هم الأكثر تناولا للطعمية:
الغريب في الأمر،عندما تطول مدة إقامتك في السعودية إلى حد ما،ستكتسف المفاجأة،وهي أن السعودية باستثناء مصر هي من أكثر الدول العربية استهلاكا للطعمية،وأن المطاعم المصرية المتخصصة في صناعة الطعمية والمنتشرة بكثافة في شوارع وأحياء المدن السعودية،أكثر من ٨٠%من زبائنها سعوديين،حتى أن تلك المطاعم قد غيرت في طعم ومذاق منتجاتها من الطعمية ولكي تتسق مع طعم ومذاق الشعب السعودي الذي غالبا ما ينفر من زيادة الملح في طعامه،وأيضا في نوعية الخبز المستخدم وكذلك الحواشي المقدمة بجانب الطعمية.
الكبسة تغزو البيوت المصرية:
لم يقتصر غزو الطعمية لموائد السعوديين خاصة موائد الفطور،بل كانت الكبسة أكثر شراسة في غزوها للموائد المصرية.يدلل على ذلك طوفان محلات الكبسة التي بدت سمة مميزة للشوارع والمدن المصرية.ليس هذا فحسب بل أصبح من الطبيعى أن تسيطر وجبة الكبسة على ربة البيت المصرية بضراوة حتى أنها طوعا وكرها قد أفردت لها على الاقل يوم في الاسبوع تطهو فيه وجبة الكبسة لأفراد أسرتها .ادلل على ذلك،أنه تقريبا منذ عشرين عاما إذا اردت شراء الارز البسمتى اللازم لوجبة الكبسة قد تجده بصعوبة وقد لا تجده لندرته بسبب ندرة الطلب عليه،الان يباع هذا النوع من الأرز في كافة المحلات والبقالات وبأشكال وانواع مختلفة.
إعطي الطعمية لصانعها،والكبسة لطاهيها:
الغريب في الأمر ،انه مهما أبدع السعوديين في صناعة الطعمية،فلم ولن يستطيعوا الحصول على جودتها ومذاقها كما يصنعها المصريين،لان الطعمية هي سمة نبتت ونمت مع خصال الشعب المصري حتى باتت صفة لصيقة حصرية وبامتياز على الشعب المصري.
أيضا مهما تفنتت المطاعم المصرية في طهو الكبسة السعودية،ومهما ابدعت ربة البيت المصرية في طهيها لوجبة الكبسة،لم ولن يصلا لأدنى درجة من الطعم والمذاق والشكل التي تطهى بها الكبسة السعودية في ارض الجود والكرم أرض المملكة الحبيبة.
في المبارة،الفائز حبيب والخاسر غالي:
عودا لمباريات الطعمية والكبسة ،مهما كانت النتيجة فلا خاسر فيها أحد،فالفائز حبيب والخاسر غالى.
فالناديان يمثلان بلدين من أعرق البلاد وارقى الشعوب،كما أن الفريقين يعرف القاصي والداني قيمتهما وقاماتهما ومقامهما.
وختاما:
نسألك يارب وأنت القوي القادر المقتدر ،أن تحفظ مصر وأن تشملها بأمنك وأمانك،وأن تديم على السعودية عزها ومجدها وعلو شأنها وان تحفظ كرامتها.