يقول عبد الله بن مسعود: «من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين»
هي عبارة قالها رجل ليس كباقي الرجال، وحبر ليس كباقي الأحبار، نعم إنه عبد الله إنه ابن مسعود الذي قال يوما عن نفسه "ولقد علم أصحاب رسول الله أني أعلمهم بكتاب الله" في جمع من الصحابة فلم يعترض منهم أحد على قوله.
ومقصوده بالعلم ليس الدين والفقه فقط، وإنما قصد العلم بمفهومنا الحديث، كعلم الفلك والرياضيات وعلم الأحياء ... وغيرها من العلوم.
وأنا أتحدى الجميع فردا فردا عالما عالما أن يأتي بإكتشاف، لم يرد في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة إشارة أو تفصيل عنه، كيف لا ورب العزة قد قال في محكم تنزيله «مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ »ومع ذلك من أراد المجادلة على خطى الملاحدة وأهل الكفر فليغص في معاني القرآن حرفا حرفا وآية آية، وسيتفطن بنفسه لذاك الإعجاز القرآني العظيم، الذي لم يكن لبشر أو مخلوق على الأرض أن يأتي بمثله، وهذا محسوم بقوله تعالى في سورة الإسراء «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا».
وعلى وزن ما قال عمر لأبي بكر وما قال الصحابة لعمر أقول، أتعبت العلماء من بعدك يا ابن مسعود، فارض اللهم عنه وعن سائر الصحابة، وصل اللهم وسلم وبارك على معلمهم وقائدهم محمد خير الأعراب والعجم وسلم تسليما كثيرا.
آسية عثامنية...