كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

سلسلة "وعلم آدم".. البداية

سلسلة

سلسلة "وعلم آدم"..البداية

بقلم/ إيمان أبوالليل

عندما خلق الله "آدم" من آديم الأرض المختلفة العناصر والألوان، وجعله على صورته كإنسان، أخبر "الله" الملائكة بأنه جاعل في الأرض خليفة "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" سورة البقرة آية ٣٠،   وهنا تعجبت الملائكة، ليس تعجب استنكار ولا رفضا لأمر الله تعالى، لكنه تعجب أن يعيد الله على الأرض مخلوقا يفسد فيها ويسفك الدماء.

تعجب الملائكة من حكمة خلافة آدم

تمنت الملائكة لو يجعلهم خلفاء الله في الأرض ليسبحوا بحمده ويقدسونه،سبحانه وتعالى، لكن الله العليم الحكيم، قال للملائكة "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"،سورة البقرة آية ٣٠.

"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " سورة البقرة آية ٣١.

وهنا يعلمنا الله بحكمته أن كل شئ يسر لما خلق له، فالملائكة خلقها للتسبيح ولكونهم رسل من الله للأكوان التي منها الأرض.

بداية خلق آدم وتكريم الله له

أما "آدم" خلقه للعبادة مثل "الجن" ولكن كرم الله "آدم" ليكون خليفة الله على الأرض، وعلم آدم الأسماء كلها، وهنا نرى أن تلك الأسماء تشبه "جوامع الكلم" التي يستنبط ويستدل بها ومن خلالها عقل الإنسان على كل تطور لتلك الأسماء التى علمها الله لآدم.

وعلم آدم الأسماء كلها

ثم عرض الله الأسماء أو مدلول الأسماء حتى يخبروا الله بها، فكان الرد "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم" سورة البقرة آية ٣٢، إذا كل الأسماء أو مدلولها التي علمها الله لآدم لها حكمة ووظيفة، ستكون مسخرة لآدم وذريته طوال الحياة الدنيا.

ولأن العنصر الذي خلق الله منه الملائكة نوراني، فما كان لهم إلا أن يطيعوا أمر الله لهم بالسجود لآدم.

أما "إبليس" الذي عاش بين الملائكة، تكبر وغلبه طبعه الناري"كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" سورة الكهف آية ٥٠،
بحجة أنه خير منه لأن آدم خلقه الله من طين، أما إبليس خلقه الله من نار وله صفات خاصة وقدرات كبيرة تختلف عن تكوين آدم.

..ومن هنا بدا الصراع الذي سيستمر الى قيام الساعة..

"قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ"، سورة الأعراف آية ١٤ا

الفطرة عدو إبليس

قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ“، سورة الأعراف آية ١٤.

ومن هنا بدأ الصراع بين إبليس والفطرة التي فطر الله الناس عليها، وتلك الفطرة هي التي تجعل كل من يرى منظرا طبيعيا خلابا جذابا، ستجده وبدون تفكير نطق بلفظ الجلالة"الله"، مهما كانت ديانته أو عقيدته أو لغته أو جنسيته، تلك هي نفخة روح الله والفطرة السوية.

ابليس يقسم بعزة الله 

 "إبليس" وهو الملعون المطرود من رحمة الله، عندما أقسم قال"فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" سورة الأعراف آية١٤، إذا المشكلة والقضية الأزلية لدى إبليس ليست في كونه لا يعترف بربه، بل هو على يقين وعقيدة قوية راسخة بأن الله له العزة، لهذا أقسم بعزته.

ولكنه ظن بأن الله أغواه ليقع في معصيته، لذلك قرر إغواء هذا المخلوق المسمى ب آدم وذريته، ليوقع بهم في"المعصية" كما وقع هو وخسر كل شئ، ولأن إبليس يعلم علم اليقين بأن المخلصين لن يستجيبوا لإغوائه، استثناهم من القسم وقال"إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ“، سورة الأعراف آية ١٤.

وهبط آدم وإبليس من الجنة، ودبت قدم آدم الأرض لأول مرة وهو نادم على معصيته لأمر الله بألا يقرب الشجرة، تلك الأرض التي خلقه الله منها والتي عاش إبليس عليها من قبل.

 

إبليس يعتصره الغل والحقد على آدم، ووصلت جهالته إلى الظن بإغواء الله له، وحاشا لله أن يكون الله كذلك.

ولو علم إبليس بأن لكل عنصر سمات وخصائص، تظهر جلية في الطبع، لما ظن بالله سوء، فعنصره الناري هو الذي غلبه، كما سنرى في ذرية آدم المخلوق من آديم الأرض المختلفة، منها اليابس واللين ومنها الأبيض والأحمر والأسود وهكذا، وكل عنصر له خصائص تظهر في طباع الفرد دون أن يعي.

مملكة ابليس

بدأ إبليس في بناء مملكته، كما آدم خليفة الله في الأرض، قوتان أو كما شئت فلنقل جيشان يتسلحان للمواجهة وللحرب المستمرة إلى قيام الساعة.

ولكن يجب أن نعترف بأن إبليس كان أذكى وأكثر اجتهادا من بني آدم في استعداده وتسليح جيشه وبضمير منقطع النظير، ومع أول قطرة دماء آدمية تسفك على الأرض، وهو قتل قابيل لأخيه هابيل، أعلن إبليس انتصاره، فالدم هو الحالة التي تدخل على نفسه الملعونه السرور وتزيد من غروره.

وتدور الأيام والسنون، ويزداد عدد بني آدم، ويزداد أبناء إبليس وبجنون ويصبح لكل نفس نفس، بل يصبح لكل نفس أنفس عدة، بدءا بالقرين ثم أنفس أخرى خارجية تعلم جيدا كيف تحرك بني آدم وتغويه، وأخطر ما تعلم هو قوة "عقل القلب"،

"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" سورة الحج آية ٤٦.

السؤال الذي طرحناه من قبل ولم يجب أحد عليه"أين إبليس؟"

..وللحديث بقية..

سلسلة "وعلم آدم"..البداية

311
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس