مقدمة المقال
الحمدلله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لم ينل أحد من رواة الحديث النبوى من النقد والتجريح بقدر ما نال الصحابى الجليل أبو هريرة وذلك لأنه أكثر من رواية الحديث النبوى وفات هؤلاء أن العبرة فى التشكيك فى الحديث النبوى ليس بالقلة أو الكثرة وإنما الحكم على الحديث بالصحة أو الضعف إنما يكون بقواعد ثابتة من حيث نقد السند والمتن ولهذا مقالات أخرى إذا اطال الله في العمر
دور أبى هريرة فى نقل الحديث
كان مما عد من فضل أبى هريرة ما رآه النبى من حرصه على الحديث فقد روى عنه أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال النبى: ظننت يا أبا هريرة لا يسألني عن هذا الحديث أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث إن أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه
انظر ابن سعد الطبقات الكبرى ج ٢ص ٣٦٤ والدارمى رسالة الرد على المريسى ص ٤٩٢
وقد تمثل حرص ابى هريرة فى أنه كان يعى ويفهم ما يسمع من الرسول ويفيد منه قال: ( صحبت رسول الله ثلاث سنين لم أكن فى سنى هذه أحرص على أن اعى الحديث منى فيهن)
انظر البخاري باب علامات النبوه ج ٤ ص٢٣٩ وطبقات ابن سعد ج٤ ص ٥٤ القسم ٢
رد أبى هريرة على من يتهمه
لقد توفرت لأبى هريرة أحاديث لم تتوفر لغيره فأخذ يحدث بها ويحمل الناس عليها فلما أخذ عليه الإكثار من الحديث قدم للمعترضين الأسباب التي هيأت له ذلك قال: ( لم أكن يشغلني عن رسول الله غرس الودى ولا صفق الأسواق إنما كنت أطلب من رسول الله أكلة يطعمنيها أو كلمة يعلمنيها
انظر الدرامى الرد على المريسى ص ٤٩٢
وفى رواية ( إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر من الحديث على رسول الله والله الموعد انى كنت امرأ مسكيناً ألزم رسول الله على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق فى الأسواق وكان الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم
انظر البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنه ص١٣٣ ومسلم بشرح النووي باب فضائل ابي هريرة ج ١٦ ص ٥٣
وقال عبد الله بن عمر: ( كان أبو هريرة ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه
انظر الدرامى الرد على المريسى ص ٤٩٢ رسالة نشرت ضمن كتاب عقائد السلف
أما عبد الله بن عمر فقد كان حين تشغله ظروف حياته عن لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم والسماع منه كان يسأل من يحضر عما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فعله
انظر تاريخ بغداد للبغدادى ح١ ص ١٧٢
وللحديث بقية عن دور الوفود القادمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم للتفقه فى الدين وسماع الحديث إن كان فى العمر بقية
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين