كتاب القدس

كن كاتبا

ابدأ الان بكتابة المحتوى على منصة كتاب القدس

أعزب وجميلة وشيطان وضابط

أعزب وجميلة وشيطان وضابط

استلقى على سريره بعد منتصف الليل، ولمّا لم يستطع النوم -كعادته في الفترة الأخيرة- أمسك هاتفه وراسلها. ردّت على الفور وكأنها كانت في انتظار رسالته. بعد إلقاء التحايا قال لها إن منسوب المياه في نهر الفرات قد انخفض جدّا وأنه قد أوشك أن ينحسر عن جبل الذهب وهذه من علامات الساعة، وردّت عليه بأن الرئيس قد أقرّ اليوم أن بلدنا الذي يمر به أطول أنهار الدنيا قد دخل في مرحلة الفقر المائي. وأقرّا وتوافقا على أن نهاية الزمان قد باتت وشيكة، وأن طبول حروب المياة تدقّ في العالم.

 

 وتطرّق الحديث إلى التفكير في حروب النهاية والتي ستكون بالخيول والسيوف بعد زوال التكنولوجيا. ثم قدّم كلّ منهما تصوراته عن الأسباب التي سوف تؤدّي إلى زوال التكنولوچيا. فقال هو إنه يرجّح أن النفط سينفد من العالم وسيؤدي هذا بدوره إلى انقطاع إمدادات الوقود عن المركبات وكذلك عن محطات توليد الكهرباء، فتنقطع الكهرباء وتختفي معها التكنولوچيا. أمّا هي فقالت إن كوريا الشمالية طوّرت قنبلة باستطاعتها قطع المجال الكهربي عن مدينة متوسطة المساحة إن ألقيت فيها.

 

أمّا ضابط أمن الدولة المخوّل بمراقبّة محادثات ذاك الشخص فكان يضرب كفّا بكفّ ويسبّهما في سرّه مغتاظًا، بعد أن منّى نفسه بالتجسس على محادثة دافئة بين عشيقين.

 

 وأمّا إبليس فكان يبكي، ويخبط رأسه في أقرب حائط ويتّهم نفسه بالفشل، إذ أنّه كلّما وسوس لذاك الشخص المكتئب ليقول لها كلمة دافئة أو بذيئة بادرها بالحديث عن وشك انتهاء العالم وعن حرائق غابات الجزائر وموجات الزلازل التي تجتاح أوروبا مؤخرا.

 

 انتهت المحادثة بتبادل السلام، ووضع هاتفه تحت المخدة، ودارت في رأسه تساؤلات عن عدم وجود أنثى في حياته وكأنّه لا يعرف السبب.

7.5K
او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
كتاب القدس

هذا المحتوى ملك للمسؤول
alqudsbook.com موقع

© alqudsbook.com. كل الحقوق تعود الى كتاب القدس. صمم ل كتاب القدس