سألتني جارتي طربا
--------------
فقرة : (١)
شربت كؤوس الخمر لكنى لم اسكر
فمرارة عيشي في وديان العُرب تبعثر
والشاة السارحة بلا أذناب للعهر تساق
كأمة مثل قطيع في هجر الثأر نفاق
وسيف الشام بأيدي شامية موثوق عناق
على باب ضريح اعتنقت في الخلد تشيع
وتعرت من كل ثياب الطهر بباب المشرق
والصمت بين بقاع الأرض متروك فرار
لكنى أفقت بعد تراتيل من سحر الأبواق
فعلمت بأن العُرب تساق بأرض بوار
كقطيع الشات إلي مجزرة صوب السراق
فقرة : (٢)
صوت يدعوني بأن أعلن حرب الفجار
في الربع الخالي بلا سيف أو دار
وأنا أكتب قصة حارتنا بلا سرد النار
لأجمع كل حكاياتي لكتاب فوق الأشجار
وألقي بمبادئ أمتنا في بيت الأسحار
لكن السيف المشهر مكسور النصل
والزند الحامل للسيف وهن الأقدار
في طريق الشات المذبوحة بأيدي العار
سلطان الأمة قد سُلب الموطن بقرار
وتبدل حاكم أمتنا لراعي قطيع الأبقار
فقرة : (٣)
في جداول عرس الليل بحفل السمار
تغنى عروس عروبتنا في حفل الأبرار
من سلبوا منها الطهر خلف الأستار
واقتسموا في صمت العرب للقدس عمار
تسألني الجارة عن حارة بلا أسوار
من أرضي الممتدة من نهرى بلهيب النار
من أفراس الغدر المنثورة بأرض الأغوار
والبيت القابع بلا متراس منهوب جوار
وأنا أعلن بأن الحاكم جمع جموع الأخيار
ليحارب في مجلس بلدتنا عن ربع دينار
فقرة : (٤)
أنهار النفض الممدودة لأفراس النهر
تسقي أفراس قد حملت للعرب القهر
وتخوض بأقدام قد دهست بالقدس النصر
تقول بأن تاريخ عروبتنا في كأس السُكر
وكؤوس دنان قد ملئت غدنا بدماء العهر
لا حق لأمة قد سكرت في صلاة الفجر
وأنا ما زلت أرعى أغنامي بربع مطروح البدر
أهش عليها كالحاكم في نومٍ كتابة سطر
يمحو العار الجاثم في يومي ويحرك خيل الدار
ليزيل الصدأ الماثل عن سيفٍ علق للفخر
فقرة: (٥)
أجزت القول في صمتي أن كان من ذهب
لكن صمت العُرب عن الأقداس قد ذهب
لمواضع اليتم كأن اليتم للنار والحطب
ليت دماء بالعروق وارفة بل ماء منسكب
أين التاريخ وأين المجد في الأدوار منتصب؟
بل أين السيوف التي لمعت في وجه العدا قصب؟
لا تسأليني يا جارة الأيك هجر من ضرب
فقد ترنح حادي الخيل واحتسي كأسه لهب
وتجمع القوم على الأحلام بائع ومن شرب
شربت كأس الدنان فأصبحت منهوب ومغتصب
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
،،،،،، شاعر الجنوب